ما استفادت داعش من ضرب عاصمة النور
شجرة الإرهاب لا تنمو إلا في غابة التطرف، بات واضحا أن “داعش” أصبح يتبع تكتيكات تنظيم القاعدة في اعتماد “العمل المباشر” لترويع الغرب وإلهام المتعاطفين معه، حيث أظهرت تفجيرات باريس التطور في التفكير الإستراتيجي للتنظيم وتحوله للعالمية، أن تلك التفجيرات تعد بداية لمرحلة من التطرف كتلك التي أخرجتها لنا تفجيرات 11 سبتمبر2001.
إنه امتداد لما حدث ويحدث من تدمير فظيع في العراق وسوريا ودول عربية أخرى، ولا جدوى فعلية من دحر الإرهاب عالميا دون علاج جذري لمنابر ومدارس التخريب والتحريض على ما يسمونه الجهاد في شبه الجزيرة العربية التي منها تخرج أوائل الارهابيين، ومنها تلقوا ويتلقون دعما لا حدود له من أموال النفط.
داعش مثل جميع التنظيمات الإرهابية، يستخدم العنف بشكل هادف وهجماته ليست عشوائية مشيرة إلى أنه لديه ثلاثة أهداف هما: الترويع والتعبئة والاستقطاب.
فنشر الخوف من خلال – الإرهاب – في المجتمعات المستهدفة، يعني أن داعش قد يجبر القادة على اتخاذ القرارات التي لولاها ما كان سيقُدم عليها هؤلاء القادة، مثل وقف حملة القصف في سوريا، على سبيل المثال.
والهدف الثاني هو أن يلهم الأنصار الحاليين وجذب آخرين جدد.
أما هدفها الثالث وهو الاستقطاب، وهو الأكثر أهمية. ففي العراق وسوريا، فيلعب داعش على أي توتر داخلي في المجتمع سواء كان طائفي، قبلي، عرقي أو اقتصادي وتقوم باستغلاله. حيث أن هذا التنظيم يعلم جيدا أن المجتمع المنقسم الذي يتغذى على الكراهية والخوف المتبادل، يعد الأرض الخصبة للتجني.