رئيس التحرير
عصام كامل

معالم باريس السياحية شبه خالية بعد هجوم الجمعة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بدت المعالم السياحية الرئيسية في باريس، والتي يقصدها الناس من كل أنحاء العالم، شبه مقفرة اليوم السبت، بعدما دفعت بدورها ثمن الاعتداءات الدامية التي وقعت مساء أمس الجمعة، وفي وقت أعلنت فيه الحكومة الفرنسية السعي إلى اجتذاب مائة مليون أجنبي عام 2020.


واليوم السبت، ظلت المتاحف الرئيسية وبينها فرساي واللوفر مغلقة، ومثلها العديد من المسارح على غرار الأوبرا ومدينة يوروديزني الترفيهية، والحال نفسها تنطبق على برج إيفل الشهير الذي يشكل مرادفا للسياحة في باريس وأعلن إغلاقه حتى إشعار آخر.

أما المتاجر الكبرى فبادرت إلى فتح أبوابها قبل أن يقرر عدد كبير منها الإغلاق بعد بضع ساعات.

وبعدما أكد "عزمه على المقاومة"، أعلن مجمع "جاليري لافاييت" بدوره في بيان، أنه سيغلق أبوابه في ظل "صعوبة تأمين نوعية خدمة ممتازة".

وعلى بولفار هوسمان الذي تحول مسرحا لدوريات عناصر الشرطة المسلحين، تعبر امرأة قائلة لمن يتصل بها عبر سماعة هاتفها النقال: "لا أنصحك بالذهاب إلى المتاجر الكبرى، لا أحد يعلم، الأفضل عدم المجازفة بالتوجه إلى أي مكان".

وأمام متجر "لو برانتان" بدا المشهد مغايرا بعض الشيء.. جمع من السياح الصينيين يحاولون الدخول وتقول إحدى البائعات: "كانوا (الجمعة) في برلين والأحد سيكونون في روما.. إنهم لا يعلمون شيئا".

وتعلق بائعة أخرى بقلق: "طوال ثلاثة أسابيع أعقبت (اعتداءات) شارلي إيبدو، لم نحظ بأي زبون، ثم عاد الناس للاستفادة من الحسومات، لكن أعياد نهاية السنة باتت على الأبواب".

مقهى ستارباكس في بولفار هوسمان شبه خال أيضا.. النادل بريان أحصى ثلاثة زبائن بعد ساعة ونصف الساعة من فتح الأبواب، لكنهم لم يبقوا طويلا.

يقول النادل: "المقهى مقفر في حين اننا اعتدنا على خمسة أو ستة أشخاص على الأقل، غالبا من السياح الذين لا يتناولون فطورهم في فنادق حي الأوبرا".

في هذا الوقت، تسارعت بائعات في متجر "إتش أند إم" إلى تعليق لافتة "من أجل سلامة عاملينا وزبائننا، سنغلق اليوم استثنائيا".

وسط هذه "الصحراء"، يجازف ثنائيان من بلجيكا بالتجول في باريس، علما بأن بلجيكيين على الأقل قتلا في اعتداءات الأمس.

وتقول "جانين" إحدى المرأتين: "نعيش مع الخوف لكننا لن نكف عن السفر.. هذا ما يريده الإرهابيون، أن يلازم الناس منازلهم".

من جهته، يقول ابن رجل الأعمال المتحدر من مالطا والذي حضر لشراء مجوهرات لزوجته قبل أن يعود اليوم السبت: "كنت أريد أن أمضي عيد الميلاد مع زوجتي في باريس، لكنني قررت التوجه إلى لندن".

المشهد نفسه يتكرر في جادة مونتان حيث متجر جوتشي الفاخر مغلق أيضا، وفي الشانزيليزيه خلت أرصفة مقاهي "أجمل جادة في العالم" من الرواد وأغلقت أيضا المتاجر الرئيسية مثل "زارا".

أما صالة سينما جومان مورينيان، ففتحت أبوابها باكرا لحفنة من الرواد، وقالت مسئولة في الصالة تولت بنفسها تفتيش حقائب اليد: "طلبنا الاستعانة بعنصرين أمنيين لم يحضرا حتى الآن".. لكن عددا كبيرا من الموظفين أبلغوا الإدارة بأنهم لن يحضروا، الأمر الذي يجيزه القانون في حال الخطر الوشيك.

وأضافت المسئولة: "سنضطر إذن إلى الإغلاق في وقت لاحق اليوم حفاظا على الأمن".. وعند الظهر، أعلنت كبرى صالات السينما في باريس إغلاق ابوابها.
الجريدة الرسمية