رئيس التحرير
عصام كامل

درس باريس الإرهابي


شجب وإدانات من كل مكان وكل الاتجاهات، حظيت بها فرنسا بعد الاعتداءات البشعة التي تعرضت لها عاصمة النور «باريس»، من قبل مجموعة من الإرهابيين لم يعرف عددهم حتى الآن، ولا انتماءاتهم ولا جنسياتهم، وأسفرت عن وقوع قتلى بالعشرات وجرحى أيضا بالعشرات، الأمر الذي أدى بالرئيس الفرنسي لأن يعلن حالة الطوارئ في كل ربوع الأرض الفرنسية لأول مرة منذ حرب الجزائر، ويغلق الحدود وينشر قوات الجيش في باريس وضواحيها، ويؤجل المباريات الرياضية ويغلق المدارس اليوم ومترو الأنفاق.


ولكن السؤال هل كل هذا الشجب وكل هذه الإدانات الدولية الحارة تكفي لعدم تكرار العمليات الإرهابية في باريس أو غيرها من العواصم الأوربية وأيضا الولايات المتحدة؟!

بلا مقدمات، كل هذا الشجب وكل هذه الإدانات الدولية لا تكفي للقضاء على الإرهابيين وحماية أوربا وأمريكا من شرورها، حتى إن كانت بعض هذه الإدانات جاءت مقرونة بعروض على فرنسا في مساعدتها بالتحقيقات في العمليات الإرهابية السبعة التي تعرضت لها أمس، وكان من بينها لأول مرة هجمات انتحارية في التاريخ الفرنسي، وعروض بالمساعدة في ملاحقة الإرهابيين.

فمادام الغرب الأوربي والأمريكي يحارب الإرهاب بشكل انتقائي حتى الآن، ويرفض شن حرب شاملة على كل المنظمات والجماعات الإرهابية، سوف يستمر هذا الإرهاب وستظل العواصم الغربية معرضة لخطره.. لن ينقذ باريس وغيرها من هذه العواصم من خطر الإرهاب إلا التعاون الصادق في حرب شاملة ضد كل التنظيمات الإرهابية في كل مكان سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا أو لندن وبرلين وواشنطن.
الجريدة الرسمية