رئيس التحرير
عصام كامل

السبب الحقيقي للقرار الروسي والرد العاجل!


في اليوم التالي لتفجير بيروت العربية أمس الأول والذي تبنته داعش وتوعدت بعده-بل وحتى قبله-روسيا أنها ستدفع الثمن غاليا لموقفها في سوريا، وهو ما سبق وأن حذرنا منه في اليوم نفسه لإعلان روسيا تدخلها العسكري في الشقيقة سوريا، إلا أنه يدخل اليوم مدخل الجدية.. ويلفت النظر التصريحات الروسية مساء أمس الجمعة، حيث أكدت روسيا من جديد استمرار تدخلها العسكري حتى "القضاء على الإرهاب" وهو الرد الرسمي المباشر على التهديات الإرهابية الداعشية أو غيرها، والتي من المؤكد أنه تقف خلفها أجهزة استخبارات تريد استنزاف روسيا وتوريطها في حرب واسعة مع الإرهاب تنتهي بتدهور شعبية بوتين داخليا، بما يسمح بالتخلص منه بعد أن نجح في الثبات والصمود في كل المعارك التي فرضتها أمريكا عليه من أوكرانيا إلى افتعال أزمة هبوط أسعار البترول التي تعتمد عليه روسيا كمصدر رئيسي للدخل، وكذلك العقوبات الاقتصادية المباشرة وأخيرا تدخله في سوريا!


مصر للطيران نفسها قالت سبب القرار الروسي بمنع طائرات مصر للطيران من الدخول إلى الأجواء الروسية، حيث نقل الزميل العزيز أشرف عبد الحميد إلى موقع قناة العربية تصريحات رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران شريف فتحي سبب وقف رحلات الشركة إلى روسيا..حيث قال فتحي إن موسكو طلبت تقريرا مترجما بالروسية عن البرنامج الأمني لمصر للطيران، وتمت ترجمته وإرساله لهم خلال 24 ساعة فقط، مشيرا إلى أن الجانب الروسي أبلغ الشركة بأنهم يحتاجون 40 يومًا لدراسة البرنامج وسيتم وقف الرحلات إلى موسكو حاليا"!

الخبر السابق يؤكد أن هناك اتصالات سابقة تمت وأن هناك أوراقا أرسلت وأن الأوراق ترجمت وأن هناك سببا معروفا لوقف الطائرات، وهناك موعد إعادة النظر فيه وربما كان الغاؤه قبل مرور الـ 40 يوما، وبالتالي كان ادعاء قيادات مصر للطيران بعدم معرفتها بأي قرارات أو إخطارات من قبيل محاولة التنصل من مسئولية القرار الخطير!

الآن..علينا الانتباه جميعا أن الهدف هو ضرب العلاقات المصرية الروسية والآن ستقوم اللجان الإلكترونية الإخوانية وحليفاتها ونشطاء الحرام السياسي- تعودوا بانحطاط على سب كاتب هذه السطور- بشن هجوم قاس على روسيا من أجل أن يتبعهم ويقلدهم المصريون وهو ما سترصده بشكل مؤكد الأجهزة الروسية وقد يتسبب في أزمات جديدة..ولذلك علينا التأكد تماما أن روسيا حليف استراتيجي التعاون معه هو مستقبل مصر، ولا يجب أن نكرر اخطاء الماضي مع روسيا، بل علينا أن نصمم بانرات ولوحات الاحترام على مواقع التواصل الاجتماعي لبوتين وروسيا الصديقة..

وخصوصا إذا فهمنا أن بوتين نفسه-ابن المخابرات الروسية ويعرف نفوذها ولا يستطيع تجاهل تقاريرها-يغازل مطالب شعبه في الأمن بعد تهديدات داعش.. وحتى لو كان على حساب مصر، فعلينا تحمل ذلك مؤقتا وهكذا يتحمل الصديق، وقد تحملت روسيا معنا في السابق الكثير..حاربنا بسلاح روسي وبأسعار وفوائد لا تذكر، وبنوا المصانع الثقيلة والسدود وتنازلوا عن ديونهم وهددوا باستعمال السلاح النووي في 73، ومع ذلك طردناهم وجيشنا الجيوش بلا مبرر لمحاربتهم في أفغانستان وذهبنا إلى أمريكا وجاءت وخرّبت مصر!
لا تكرروا أخطاء الماضي..وأثبتوا هذه المرة!
الجريدة الرسمية