رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. ليلة من الرعب في «مدينة الأنوار».. ارتفاع عدد قتلى باريس إلى 128 شخصًا و99 مصابا في حالة خطرة.. ردود أفعال غاضبة من قادة العالم.. الهجمات الأكثر دموية في أوربا منذ عقود

فيتو

هجمات باريس التي وقعت ليل الجمعة غير مسبوقة في تزامنها ودمويتها، ورغم أن المؤشرات تلمح إلى ضلوع تنظيم «داعش»، إلا أن اليوم الذي سيعقب هذه الهجمات سيشكل تحديًا للمجتمع الفرنسي بأكمله.


في حصيلتها الحالية، تشكل سلسلة الهجمات التي ضربت سبعة مواقع على الأقل في العاصمة الفرنسية الأسوأ منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، إذ تحدثت آخر الأنباء عن نحو 128 قتيلًا، من بينهم مائة على الأقل في صالة «باتاكلان» للحفلات الموسيقية، 99 جريحا في حالة حرجة، فضلا عن ما يزيد على 150 مصابا أخرين.

وبدأت أولى الأنباء بالتواتر في أعقاب وقوع إطلاق للنار في مطعم بالضاحية العاشرة في العاصمة باريس، بالتزامن مع عدة انفجارات بالقرب من ملعب «ستاد دو باريس» الدولي لكرة القدم، حيث كان المنتخبان الفرنسي والألماني يلعبان مباراة ودية.

وطغى في التغطية التليفزيونية للمباراة صوت انفجار قوي على هتافات الجماهير، فيما انتشر الرعب في المدرجات مع اقتراب المباراة من نهاياتها، وبعد إطلاق صافرة النهاية، طُلب من الجمهور النزول إلى أرض الملعب «لأسباب أمنية».

وأوردت قناة تليفزيونية محلية في باريس أن «انتحاريين» استهدفا حانة «كاريون» قرب الملعب، فيما تحدثت مصادر أمنية عن انفجار واحد على الأقل.

مقتل 100 رهينة
وفي صالة «باتاكلان» للحفلات الموسيقية، حيث كان يُقام حفل موسيقي، اقتحم مسلحون الصالة واحتجزوا عددًا كبيرًا من الحاضرين رهائن، وضربت قوات الأمن الفرنسية طوقًا حول المكان، فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في البلاد ودفع بالجيش إلى شوارع العاصمة.

وأشار أحد شهود العيان إلى أن المهاجمين صرخوا «الله أكبر»، قبل أن يفتحوا النار على الجمهور في الصالة، في تلميح إلى أن الهجوم قد يكون من تنفيذ متشددين إسلاميين، لكن المأساة لم تنته عند هذا، بل وبعد اقتحام الشرطة لصالة «باتاكلان»، تم الإعلان عن مقتل نحو مائة رهينة، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 160 قتيلًا وثلاثة من المهاجمين.

ردود الأفعال
الهجمات أثارت ردود فعل تراوحت بين التضامن والصدمة والأسى للهجمات من قبل عدد من القادة والساسة، إذ ردد الرئيس الأمريكي باراك أوباما شعار الجمهورية الفرنسية «الحرية والمساواة والأخوة»، مضيفًا أن الولايات المتحدة ستبذل ما في وسعها من جهود لتقديم مرتكبي هذه الهجمات للعدالة، بينما أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن صدمتهما العميقة من الهجمات وتضامنهما مع فرنسا.

تورط داعش
وما تزال هناك تكهنات بخصوص هوية منفذي تلك الهجمات، وإن حامت الشبهات حول تنظيم داعش، الذي بادر أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة «تويتر»، بنشر هاشتاج لتداول أخبار هجمات باريس، كما زعم أغلبهم أن الهجمات جاءت انتقامًا من التدخل الفرنسي العسكري في سوريا.

عواقب وخيمة
ومع تواصل الأخبار الواردة من فرنسا، تبقى هذه الهجمات الأكثر دموية في تاريخ البلاد منذ عقود طويلة، هجمات ستبقى عالقة لفترة طويلة في أذهان الفرنسيين، وقد تكون لها عواقب وخيمة وآثار هامة على عدد من المواضيع المثيرة للجدل هناك، بدءًا بالتوازن بين الحرية وضمان الأمن، وانتهاءًا باستقبال اللاجئين.
الجريدة الرسمية