رئيس التحرير
عصام كامل

الحجاب والمحجبات


حضرت حفلة التخرج لابنتي من كلية الصيدلة UCL جامعة لندن، التي تعد ثالث جامعة على مستوى العالم.. وهالني ما رأيت.. عدد الخريجين الصيادلة مائة وستة وخمسون دكتورا صيدليا.. منهم واحد وستون اسما مسلما ظاهرا مثل محمد وأحمد ومصطفى ذكورا وإناثا.. وهذا يمثل نحو أربعين في الماءة من الخريجين.. من الذكور عدد لا بأس به ذوو اللحية القصيرة التي تسمى "أخي"، وعدد قليل من ذوي اللحية السلفية.


وأغلب الخريجين أصحاب بيت أي بريطانيين، يعني مستقبل بريطانيا.. ألا يستحق الأمر البحث والدراسة في أن مستقبل الإمبرطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، قد يكون في أيدي بعض أبنائها المسلمين من الجيل الثاني لآبائهم من بلاد المسلمين؟.. هل يعرف هذا السياسيون من بلادنا؟.. هل قاموا بعمل دراسات وأبحاث لهذه الظاهرة التي تتبلور في الاتحاد الأوربي؟.. أغلب الظن أن الأوربيين يبحثون هذا الأمر بجدية بالغة ونحن في سبات عميق..

ما زال السياسيون يلعقون الأقدام، ويفعلون ما يأمروا به، ويعيشون في الأوهام والمشاجرات الصبيانية، ومازال القهر هو السمة والعدو الصهيوني يتمتع بالسكينة والسلام ويقوي من شوكته، ونحن نيام ونعوم في الخلافات المظهرية ودخلنا الآن في الطائفية المقيتة.. وداعش أكبر دليل على استنزاف المال العربي مع السلاح الغربي ضد الإسلام لصالح الصهيونية.

الحجاب ليس مشكلة في بريطانيا ولا النقاب؛ لأن الحرية الشخصية هي الأساس والتعايش مع الآخر هو لنماء المجتمع الذي يحتوي الجميع.. توجد سلبيات.. هل لنا أن ندرس ظاهرة ازدياد أعداد المسلمين في أوربا في المستقبل القريب؟.. وماذا يمكن أن نستفيد؟.. ألا لنا أن نفكر في استعادة الأقصى سلميا؟.. ألا لنا أن نكون أحرارا في فكرنا؟.. "فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فليكفر" صدق مالك الملك.

وأما الإناث الخريجات فأكثر من نصفهم محجبات، وبعض من تلك المحجبات لا يصافحن الرجال، حتى أنهن لم يصافحن رئيس الجامعة الذي يعتمد شهادات التخرج، ولم ألحظ أي تبرم أو اعتراض من هيئة التدريس الحضور أو رئيس الجامعة، وواضح أن الأمر متفق عليه مسبقا، وأن رئيس الجامعة على علم بتلك الثقافة، ولم يصر على مخالفة التشدد، وترك الأمر على اعتبار أن القانون البريطاني يسمح بتعدد الثقافات، وأن الحرية مكفولة للجميع.
الجريدة الرسمية