«أبو الهول».. السر الذي حارت فيه العقول
نشرت مجلة الإذاعة فى نوفمبر عام 1955 مقالا كتبه الدكتور سليم حسن يقول فيه: «الرابض فى الصحراء، المتخذ صورة وجها وهيئة الأسد جسما، ذهب فى شأنه الكتاب والمفكرون والمؤرخون والشعراء والمفتنون حياله ما أرضى شهوتهم وتفكيرهم، وقاس المحققون أبعاده وصوروا أجزاءه، واهتم به الباحثون من أمم من العالم وعالجوا أمره».
لماذا نحت أبو الهول؟ متى نحت؟ وبماذا تفسر رأس الإنسان وجسد الأسد؟ ولماذا ولى وجهه شطر الشمس المشرقة؟ وأى سر دفين يكتم؟ وهل يأتى يوم يفصح عن سره ويبوح بمكنون صدره؟.
شغلنى كثيرا وصرت أحلم بأنى أستطيع كشف النقاب عن ذلك السر المجهول، إذ أخضعته للمقاييس العلمية الحديثة لأجيب عن كل الأسئلة بعد أن كشفت النقاب عن كل ما يحيط به من أسرار عام 1936.
برهنت أعمال الحفر التى قمت بها فى منطقة أهرام الجيزة على أن تمثال أبو الهول هو جزء من ملحقات مبان الهرم الثانى من محجر الحفرة التى فيها أبو الهول الآن.
أيضا وجود كتلة حجرية هائلة عالية ليس هناك حاجة اليها، ولابد ان المهندس العبقرى الذى وضع تصميم الهرم الثانى قد أفاد من شكل هذه الكتلة وحولها بمهارته إلى هذا التمثال الضخم.
أما بالنسبة لشكله فمما لا نزاع فيه أنه فى عهد الدولة القديمة كان أبو الهول يمثل إله الشمس، والملك الحاكم ابن الإله وممثله على الأرض وهذا واضح من النقوش.
وفى الدولة الحديثة فى نقوش المقابر المنحوتة المواجهة لأبو الهول نلحظ نقوش فيها باسم «حور أم أخت»، أى حور الأفق أى إله الشمس وحرفه الإغريق إلى حرمخيس، وكذلك لوحات للإله «حورون» الذى عبد فى العصور الوسطى، وظهر اسم «حور، وحورنا» ومنها نشأ اسم أبو الهول.