رئيس التحرير
عصام كامل

«كى جي بي».. سيف ودرع «بوتين»

الرئيس بوتين
الرئيس بوتين

«السيف والدرع».. هكذا لُقِب جهاز المخابرات الروسية «كي جي بي» منذ نشأته في 1917؛ كوسيلة للدفاع عن الثورة البلشفية والحزب الشيوعي.

نجاح سريع

تمكن الجهاز الروسي من تحقيق نجاحات بالغة في بداية نشأته، وذلك عبر زرع جواسيس له داخل الأجهزة الحكومية وقطاعات الأمن بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من الدول الغربية.

كان حصول المخابرات الروسية على سر القنبلة الذرية التابعة لمشروع مانهاتن، مخترع القنبلة الذرية بأمريكا، هو أول أكبر نجاح سجلته في تاريخها، كما تمكن خلال الحرب الباردة من الحفاظ على الاتحاد السوفيتي كدولة الحزب الواحد، عبر منع وصول الأفكار المعارضة عن فكر الحزب الشيوعي، فضلا عن نجاحه في تسريب التكنولوجيا المتقدمة أولا بأول من الغرب إلى الاتحاد السوفيتي عبر عملائه.

الذعر الأحمر
جاءت عملية الحصول على سر القنبلة الذرية على رأس عمليات الجهاز الناجحة، تلاها نقل أسرار اختراعات كثيرة مثل المحركات النفاثة والرادارات وطرق التشفير، وهو ما ساهم في انتشار ظاهرة سميت بـ«الذعر الأحمر»، وهو الخوف الذي سيطر على المسئولين في أمريكا وخارجها من كثرة عملاء الاستخبارات الروسية لديهم وبراعتهم في تسريب المعلومات مهما كانت سريتها.

وتمكن الجهاز الروسي البارع من زرع عملاء له بعد ذلك داخل المخابرات البريطانية نفسها، ومن شدة جبروته وبراعته جند رئيس قسم الاستخبارات المضادة للسوفييت نفسه لصالحه.

وواصل الجهاز عمله داخل الاتحاد السوفيتي نفسه عبر مراقبة الحياة العامة، ودحض أي محاولات للثورة ضد النظام، عن طريق قمع المعارضين.

بداية جديدة
حل الاتحاد السوفيتي الجهاز بشكل كامل في 6 نوفمبر عام 1991، بعد اتهام رئيسه «فلاديمير كريتشكوف» بمحاولة اغتيال الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، وتم القبض على كريتشكوف في أغسطس من العام ذاته، وحل محله الجنرال فاديم باكاتين، الذي تم تكليفه بحل الجهاز نهائيًا وحل محله جهاز الأمن الفيدرالي.

وفي إطار سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المستمر لاستعادة امجاد الاتحاد السوفيتي، أعاد بوتين تشكيل الـ«كى جي بي» مرة أخرى ضمن عملية إصلاحات إدارية شاملة أجراها خلال ولايته الثانية في عام 2004 تحديدا؛ وذلك لزيادة فعالية عمله في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجه روسيا.

وحسب وسائل الإعلام الورسية، فإن أجهزة الاستخبارات استعادت حيويتها وتعزز نفوذها بعد مجيء الرئيس بوتين للسلطة عام 2000، وأصبح منتسبو الاستخبارات السابقون موجودين اليوم في مختلف مؤسسات الدولة، ويسيطرون على القرار فيها، وهو ما له صلات وثيقة بالطبع بكون بوتين عقيدا سابقا بالاستخبارات السوفيتية.

ثعلب روسيا
كان الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين، أحد رجال المخابرات الروسية أثناء الاتحاد السوفيتي، وكان يحمل لقب «ثعلب الـ كى جي بي»، الذي التحق به عقب دراسته القانونية وأصبح ملازما يحمل اسم «بلاتوف».

عمل بوتين في البداية بقسم السكرتارية، ثم انتقل إلى إدارة الأمن الخارجي، وتخصص بمتابعة العناصر الأجنبية، بعدها التحق بجهاز المخابرات الخارجية، واستمرت فترة عمله بالمخابرات نحو 16 عاما، بينها خمسة أعوام في ألمانيا، وتولى بوتين إدارة جهاز الأمن الفيدرالي "بديل كى جي بي" عام 1998.

بدأ بوتين عمله في صفوف «كى جي بي» من عام 1975 إلى 1991، حتى وصل إلى رتبة مقدم، وتلقى بوتين أصول الجاسوسية في مقر الاستخبارات الروسية في ليننجراد، من قبل كبار المهاجرين غير الشرعيين السابقين، وهم ضباط التجسس العاملون في الخارج، وبعدها أصبح جاسوسا للمخابرات السوفيتية في ألمانيا.

وعقب تخرجه تم تكليفه بالعمل في لجنة الاستخبارات بالاتحاد السوفيتي سابقًا، وفي 1984 تم إرساله إلى أكاديمية الراية الحمراء التابعة للاستخبارات الروسية، ومدرسة المخابرات الأجنبية، وعقب انتهائه من الدراسة في 1985، تم تعيينه للعمل بجمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة في الفترة ما بين 1985 وحتى عام 1990.
الجريدة الرسمية