رئيس التحرير
عصام كامل

«التوقيعات» سلاح الثائرين.. بدأت بثورتي أحمد عرابي وسعد زغلول.. وسيلة المعترضين على قانون الخدمة المدنية.. سبب إحالة أستاذ متحرش بجامعة القاهرة للتحقيق.. وحملة «تمرد» الأشهر

الدكتور جابر نصار،
الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة

لم تكن توقيعات "تمرد" التي أطاحت بنظام المعزول، هي الأولى من نوعها المحفورة في ذاكرة التاريخ، بل بدأت بخروج بعض القوى السياسية عن صمتها بحملتين شعبيتين في العامين ما بين 1881 و1918، ومنذ تاريخه بدت هي منهج الاحتجاجات الشعبية لدى المصريين.


كان آخر هذه التوقيعات، تدشين طلبة كلية صيدلة جامعة القاهرة، حملة موسعة على مستوى الكلية؛ لجمع توقيعات ضد أستاذ بالجامعة؛ تنديدًا بمخالفته الآداب العامة وسوء معاملة الطلاب والتحرش اللفظي والجسدي بالفتيات، وخلال ساعات تمكن الطلبة من جمع 452 توقيعا، متضمنا سرد لوقائع التحرش التي تعرض لها الطلبة، مطالبين بسرعة محاسبته.

وفي استجابة سريعة من الجامعة، أحال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، الأستاذ بكلية الصيدلة في الجامعة للتحقيق، بعد وصول عدد من الشكاوى لمكتب رئيس الجامعة تتهمه بالتحرش بالفتيات داخل حرم الجامعة.

الثورة العرابية
أم عن تاريخ التوقيعات، ففي أعقاب عام 1881، في عهد الخديو توفيق، اعتمد أحمد عرابي في ثورته على النظام على جمع توقيعات من الشعب تطالب بصرف مستحقاتهم، فضلًا عن عزل وزارة رياض باشا، ووزير الحربية عثمان رفقي، وجاء ذلك من خلال توجه عربي ورجاله إلى قصر عابدين؛ لعرض مطالبهم التي جاء على رأسها زيادة قوى الجيش إلى 18 ألف جندي، وإصدار دستور جديد، وإلغاء التمييز، وانتخاب مجلس شعب جديد للبلاد.

وعلى أثر التوقيعات والضغط الشعبي، تمت الموافقة على كل متطلبات المصريين، وشُكلت حكومة جديدة باسم «حكومة الشعب».

سعد زغلول
وفي خضم الاحتلال البريطاني لمصر عام 1918، وأثر انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، جمعت قوى شعبية توقيعات للمطالبة بتشكيل وفد مصري، يتمكن من حضور مؤتمر الصلح في باريس، يناط بإلقاء الضوء على المشاكل التي تشهدها البلاد في تلك الفترة والمطالبة بالاستقلال.

وعزم سعد زغلول ومكرم عبيد، مصطفى النحاس وعبد العزيز فهمي، على تدشين حملة لجمع التوقيعات؛ لمطالبة الشعب المصري بتفويضهم للتحدث باسم الشعب، وبالفعل تم انتدابهم لكن لم يتمكنوا من حضور المؤتمر حينها، وعند عودتهم شكلوا حزب الوفد، ومن هنا أُلقي القبض على إسماعيل صدقي وسعد زغلول ومحمد محمود وحمد الباسل.

الشعب ينتفض من جديد
وفي عام 2013، وعلى غرار ما سبق دشنت «تمرد»، حملة لجمع توقيعات شعبية للإطاحة بنظام محمد مرسي ومعاونيه، تمكنت من جمع ما يقرب من 22 مليونا و134 ألفا و465 استمارة توقيع؛ لسحب الثقة من الرئيس الإخواني - حسب ما ذكرت في بيان لها.

الخدمة المدنية
ومنذ هذا الحدث العظيم الذي هز كرسي الرئاسة، الذي اعتُبر إنذارا لكل مسئول تسول له نفسه أن يتكاسل عن أداء عمله أو يتخازل في الحفاظ على حقوق الشعب والوطن، جاءت مؤخرًا توقيعات جديدة قادتها عدد من نقابات مصر، تطالب برفض قانون ''الخدمة المدنية''؛ للكشف عما يشوبه من عيوب، وأبرز المخاطر التي يتعرض لها العاملون المدنيون بالدولة.

وأكد الأعضاء في بيان صحفي، أن هدفهم الحقيقي غير القابل للتفاوض هو إسقاط القانون، معتبرين السبب وراء إصداره، تخفيض عدد العاملين بالدولة من 6 ملايين موظف إلى 3.5 ملايين دون رابط، علاوة على تسهيل إجراءات الفصل، إضافة إلى عدم استثنائه سوى العاملين برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء.

ثورة الإنترنت
وكانت ثورة الإنترنت في انطلاقتها الأولى، بدأت بتدشين عدد من عاملي سنترال الأوبرا التابع للشركة المصرية للاتصالات، لوحة لجمع توقيعات العاملين بالسنترال؛ للتضامن مع موقف الإدارة التنفيذية للشركة ضد وزير الاتصالات السابق خالد نجم، منددين بما يتخذه من خطوات تضر بصالح الشركة المصرية للاتصالات، موجهين تهما لوزارة الاتصالات بزج الشركة في صراعات لتحقيق مصالح شركات خاصة.

مش عايزينك
وفي أعقاب الإعلان عن حملة «مش عايزينك»، التي دُشنت من قبل اتحاد عمال مصر الديمقراطي؛ لجمع نحو مليون ونصف توقيع لإقالة وزيرة القوى العاملة والهجرة ناهد عشري، أطلق عدد من المسئولين بالمؤسسة الثقافية العمالية، التابعة للاتحاد العام لنقابات عمال مصر، حملة بعنوان «كارت أحمر»، على غرار حملة مش عايزينك، نادت بجمع 10 ملايين توقيع ومن ثم إرسالها إلى رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب؛للإطاحة بعشري.

لجنة الصيادلة
ودعا هيثم عبد العزيز، رئيس لجنة الصيادلة، منظمات المجتمع المدني والنقابات الطبية وعددا من الإعلاميين والمرضى؛ للتضامن مع النقابة وجمع أكبر عدد من التوقيعات ضد وزير الصحة السابق عادل عدوي خلال حملته، وتدشين مؤتمر لعرض مشكلتهم للرأي العام، مطالبين بخفض أسعار عقار السوفوسبوفير وتوفيره للمرضى بشكل أسرع، فضلًا عن إسناد إنتاج العقار وغيره من أدوية علاج مرض الالتهاب الكبدي الوبائي إلى الشركة القابضة للأدوية، المملوكة للدولة، وإقرار مشروع قانون الهيئة المصرية للصيدلة والدواء؛ لإنهاء أزمات الدواء وإنقاذ صناعته.

الإسكان
وجمع حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي بالإسكندرية"، 1500 توقيع؛ تفويضًا لرفع دعوى ضد وزير الإسكان فتحي البرادعي؛ لعدم توفير خدمات المرافق لعدد من العقارات في الإسكندرية، بالرغم من دفع السكان تكلفة الخدمة على فاتورة المياه لمدة تزيد على 15 عاما، التي تمثل 50% من قيمتها، وأنهم بصدد تقديم تلك الدعوى لإلزام الحكومة بتوفير خدمات الصرف الصحي لتلك المناطق أو إلغاء تكلفة الخدمة.
الجريدة الرسمية