رئيس التحرير
عصام كامل

طعنة الغدر لن تسقط مصر


لم ولن تنسى الولايات المتحدة وبريطانيا وباقي دول الاتحاد الأوربي، أن مصر قضت على مشروع تقسيم الدول العربية، الذي أنفقوا عليه مليارات انطلاقا من نشر الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط ثم مؤامرة "الربيع العربي".. هذا المشروع لم ينته، واتفاقية "سايكس بيكو" الجديدة ما زالت قائمة، وزادتهم كرها لمصر وشعبها بعد إنهاء حكم الإخوان ومعه حلم التقسيم، الذي كاد أن يصبح واقعا في بلدان عربية عدة واستعصى عليهم في مصر.


الحقد الغربي علينا يترجم حاليا في صورة مؤامرات وطعنات لإيقاف النجاح الذي تحققه مصر، ومحاولة إحباط الشعب وإحراج قياداته السياسية، ومع تعدد أشكال ومواقع المؤامرة يبدو أن الولايات المتحدة وبريطانيا على وجه الخصوص، لم تعرفا حتى الآن طبيعة تركيبة الشعب المصري، الذي تزيده الأزمات توحدا والتفافا حول قياداته حتى يتجاوز المحنة وتداعياتها.

طعنة غدر تلقتها مصر من بريطانيا وأمريكا وبعض دول الاتحاد الأوربي، في أعقاب سقوط الطائرة الروسية في سيناء؛ حيث سارعت بعضها بتعليق الرحلات إلى شرم الشيخ، وبالغت بريطانيا في الإجراءات وعمدت إلى إجلاء مواطنيها، ثم حرضت روسيا على اتخاذ الإجراء نفسه، بنقل تقارير استخباراتية خطيرة عن الحادث تمثلت في معلومات رددتها الحكومة البريطانية، ثم تبناها الرئيس الأمريكي أوباما؛ لتدخل إسرائيل على الخط نفسه، بهدف واضح وجلي تماما لضرب السياحة التي تمثل عصب الاقتصاد المصري، ثم التأثير سلبا على العلاقات المصرية الروسية، التي بلغت مرحلة غير مسبوقة من التعاون، وباتت تشكل تهديدا للغرب كله.

بريطانيا تجاوزت الحدود والأعراف بشأن تصريحاتها عن حادث الطائرة الروسية، وإصرارها على أن "قنبلة زرعت في الطائرة قبل إقلاعها أدت إلى انفجارها أثناء الطيران"، يوحي بأنها دبرت أو شاركت في تنفيذ الحادث، ويؤكد هذه الفرضية حرج رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون من سؤال عن "لماذا أوقفت بريطانيا رحلات الطيران إلى شرم الشيخ وأجلت مواطنيها وكيف علمت مخابراتها بزرع قنبلة في الطائرة الروسية؟".. وهنا طلب الرئيس السيسي الرد على السؤال بدلا من كاميرون، وكشف عن أن "بريطانيا أرسلت منذ أشهر، مبعوثين أمنيين؛ للاطمئنان على الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ، وأن مصر وافقت على ذلك"..

بمعنى أن الأمن البريطاني على علم بترتيبات تأمين المطار وشاهدها بنفسه ووافق عليها، وأنه إذا سقطت الطائرة الروسية بعمل إرهابي، فالمخابرات البريطانية ليست بمنأى عنه!!.. ويبقى أنه إذا كانت المخابرات البريطانية بهذه البراعة، فلماذا لم تحل حتى الآن لغز مقتل الأميرة ديانا ودودي الفايد في حادث سيارة؟، وأيضا معرفة ملابسات وفاة سعاد حسني وأشرف مروان سقوطًا من الشرفة في لندن؟!

تمنيت ألا يزور الرئيس السيسي بريطانيا؛ لأنها الحاضن الأكبر لجماعة الإخوان الإرهابية حتى الآن، وهي التي احتضنت حسن البنا في معسكراتها بالإسماعيلية، وساعدته في تأسيس جماعة الإخوان؛ لتكون الواجهة الإسلامية للماسونية العالمية.. ولا ننسى أن بريطانيا واقعة تحت ضغط الإخوان وقطر، بما لهما من نفوذ واستثمارات، لا يمكن لها أن تتحرك بمعزل عنهما.

بريطانيا أرادت إسقاط مصر بطعنة الغدر بعد حادث الطائرة الروسية، لكن لم يتحقق ما أرادت، فكثير من السياح رفضوا الاستجابة لتعليمات حكوماتهم، وأصروا على إكمال إجازاتهم في شرم الشيخ، وفي مصر انتفض الشعب دفاعا عن سياحة وأمن بلده، وبدأ الدعوة إلى السياحة الداخلية ومناشدة المصريين في الخارج قضاء إجازاتهم في شرم الشيخ بدلا من أوربا وبقية دول العالم، كما تحرك الإعلام بوطنية وأرسل مقدمي برامجه لتنفيذ حلقات مباشرة من شرم الشيخ تفند أكاذيب الغرب..

وأعلن الفنان الكبير محمد منير، عن حملة دعم السياحة متطوعا بإحياء أكبر حفل في مسيرته، وهي الحملة التي تبنتها معه مجموعة من الفضائيات الخاصة، واستجاب لها الكثير من المطربين سواء المصريين أو العرب؛ ترويجا للسياحة المصرية، تحت شعار "ادخلوا مصر آمنين"، وتعددت الأفكار والمبادرات في الداخل وفي دول الخليج، التي سارعت إلى الدعوة لزيارة شرم الشيخ؛ لنصرة مصر التي ستظل بلد الأمن والأمان، رغما عن الحاقدين والمتآمرين.
الجريدة الرسمية