عقدة السيسي للغرب.. وسوريا لن تصبح فلسطين أخرى!
أعتقد أن الهدف الأساسي من الحملة المغرضة على مصر 30 يونيو، قد تحقق من أعداء مصر والأمة العربية، ضرب السياحة وإثارة اللغط حول سيناء خاصة ومصر عامة.. أعرف أن الجميع تحدث عن موازين العدل المفقودة لدى الغرب تجاه مصر، فمنذ اللحظات الأولى لحادث الطائرة الروسية والتصريحات المعادية لمصر لم تتوقف، ومع فرض أن هناك عملا إرهابيا فماذا يجب أن يكون؟
قبل الإجابة، علينا أن نذكر بعضنا ببعض المواقف المماثلة، عندما تم ضرب الولايات المتحدة في عقر دارها وفي رمز الغرور والقوة بتفجير البرجين بطائرات أمريكية، ماذا حدث من العالم ومن حكومة بوش الابن؟.. لم يلوموا مجرد أنفسهم، ولم تتم إقالة وزير الدفاع الأمريكي ولا أي شيء سوى توجيه الاتهام إلى الإرهاب وأسامة بن لادن وضرورة محاربة الإرهاب القادم من جبال أفغانستان، في الوقت الذي كان أسامة بن لادن هو من صناعة وكالة المخابرات الأمريكية، لم تصدر دولة واحدة أوربية قرارا بمنع سفر رعاياها للولايات المتحدة بدعوى الخطر والإرهاب.. إلخ.
عندما قام الإرهاب بضرب لندن وتفخيخ مترو الأنفاق في قلب العاصمة، لم تصدر دولة أوربية ولا أمريكا قرارا بمنع رعاياها من السفر إلى لندن، وإسبانيا التي كانت الحرب في أعلى درجاتها بين الانفصاليين في إقليم إيتا، الذي زرع الموت في مدريد العاصمة وغيرها من الأقاليم الإسبانية، ومع هذا لم يصدر قرار واحد من أي دولة أوربية أو غيرها بمنع رعاياها من السفر لإسبانيا.
حادثة لوكيربي وتفجير الطائرة الأشهر، لم يتم الإعلان عن المسئول إلا بعد تحقيقات ثمانية أشهر، الطائرة الماليزية اختفت لمدة شهر ولم يكن أحد يعرف حتى مكانها ولم يتحدث أحد بكلمة واحدة سوى أين هي وماذا حدث؟.. ربما الذاكرة لا تسعفني، ولكن هل يعلم القارئ الصديق أن ولاية كاليفورنيا الأمريكية سجلت حوادث الإرهاب فيها العام الماضي أكثر من 16 ألف حادثة إرهابية، ولم نسمع شيئا بأن هناك مجرد حوادث خطرة.
سألت الصديقة العزيزة السفيرة منى عمر قالت: أولا لا بد أن ندرك أنه برصد سريع للحوادث المماثلة، سنكتشف سريعا مدى الازدواجية التي يمارسها الغرب مع مصر، ثانيا: أن الغرب أيضا يلعبون سياسة مع شعوبهم؛ لزيادة شعبيتهم واستغلال مثل هذه الحادثة ومحاولة إيهام الشعب بأنهم يخافون عليهم من الإرهاب، ثالثا: إنجلترا هي التابع الأمين للأمريكان، والإخوان لهم تأثير على القرار الإنجليزي، وهذا يفسر لماذا تتشنج بريطانيا؛ لأنها تنفذ تعليمات أمريكا التي تتفق مع الإخوان.
أما أستاذي السفير فاروق مبروك، أجابني قائلا: نحن في أدق مراحل التغيير في الحياة المصرية، والعالم لا يهمه تقدمنا بل يريد أن نبقى محلك سر، وما حدث من ردود فعل للحادث طبيعي، في ظل تمسك مصر بحرية قرارها، ولن تنسى أمريكا والغرب أن مصر أفسدت كل مخططهم في المنطقة، ولكن لا بد أن ننتبه إلى أهمية تضافر جهودنا مع القيادة الوطنية والسيسي!
السؤال الذي طرح نفسه اليوم: هل مصادفة أن يكون العرب مشغولين بالمؤتمر العربي اللاتيني، والإعلام الغربي مشغول ويدفع إلى إثبات أو إيهام العالم بأن حادث الطائرة عمل إرهابي وأن مصر غير آمنة؟.. هل هذا كله له علاقة بطلب نتنياهو من أوباما مباركة ضم الكيان الصهيوني للجولان للدولة العبرية؛ بحجة تأمين الكيان من الإرهاب الإسلامي؟.. هل مصادفة وخاصة أن خريطة الكيان الصهيوني لا تزال في الكنيست من النيل للفرات؟؟
وغدا يتحدثون عن سيناء ويتم نزع سلاحها، وخطوة خطوة الأمريكان والغرب لن يتركونا؛ لأنهم لم ينسوا أن 30 يونيو كانت ضربة قاصمة لمخططاتهم بجعل مصر مثل سوريا واليمن، وهم لا ينسون أن السيسي كان انحياذه للشعب وفضح مخططهم، وعلينا ألا نسمح بأن تتحول سوريا إلى فلسطين وألا نعطي الفرصة لأعداء مصر أن ينالوا منها.. وتحيا مصر!