عناوين كاشفة في المسألة المصرية
ألقى سقوط الطائرة الروسية في سيناء وما تبعه من إجراءات من قبل الدول الأوربية والغربية، ظلاله على ما يدور في أذهان هؤلاء تجاه الدولة المصرية، في ظل وجود عناوين ومانشيتات ومقالات حول الأوضاع في مصر وفشل الرئيس السيسي في محاربة الإرهاب وإدارة الدولة، بالإضافة إلى اتهامات بتواصل القمع والسلطة.
الصحف الغربية والمواقع العربية التي يديرها الإخوان والممولة من قطر، حملت تقارير وأخبارًا ومقالات تظهر الدولة فاشلة وعلى شفا السقوط، يتماشي ذلك مع حملة في الفضاء فيس بوكي وساحات تويتر تدعو لمليونيات ضد السيسي بهاشتاجات مختلفة منها "ارحل يا فاشل- كبيرة عليك- #مليونية_ضد_السيسي_عشان" وكأنها مباراة لجس النبض في ذكري 25 يناير، لرسم سيناريوهات لما قد يكون عليه يناير القادم.
في يوم الإثنين الموافق 9 نوفمبر الجاري، نشرت "سي إن إن" تقارير عن الدولة المصرية، أحدها لقاء مع قبائل شمال سيناء، بعنوان "CNN في طرقات سيناء الوعرة.. والبدو: نتصدى لداعش دون رصاصة واحدة وقادرون على هزيمته إذا ساعدتنا الحكومة" وتعمد مراسل المؤسسة الصحفية أن يدس دائما فكرة تسليح القبائل السيناوية لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، لتصير مصر خاصة سيناء في سيناريو التسليح لكل مواطن وقبيلة وعرقية وديانة ومذهب كما في العراق.
كما عنونت "سي إن إن"، تقريرا آخر بعنوان "بعد سقوط الطائرة الروسية.. هل فشل السيسي في تحقيق وعده بالأمن؟" وهو التقرير الذي تناول سقوط الطائرة الروسية، وافتراضية العمل الإرهابي، واستندت فيه المؤسسة الإعلامية الأمريكية، إلى تصريحات الإعلامي المعروف بعلاقته القوية بالغرب وخاصة أمريكا هشام قاسم، والذي قال:" هذا فشل في الأمن. الأجهزة الأمنية في مصر تراقب المعارضة والأحزاب السياسية وتترك الإرهابيين. وهذا على ما يبدو سبب حصول دول أخرى على معلومات استخباراتية بطريقة أسرع حول حادث وقع في بلادنا."
والثلاثاء 10 نوفمير، نقل موقع "الخليج أون لاين" المقرب من جماعة الإخوان وقطر، تقريرا إعلاميا عن التحقيق مع الحقوقي حسام بهجت وإيقاف مذيعة التليفزيون المصري عزة الحناوي بعنوان "قمع الإعلام في مصر يحيي "روح الثورة" من جديد"، التقرير لا يحمل سوى أمنيات عن ثورة جديدة في مصر.
فيما لم ينس موقع "شئون خليجية" المقرب من الإخوان أيضا، أن يكتب تقريرا تحريضيا ضد مصر بعنوان" البدائل المتاحة أمام (الخليج) لإنقاذ (مصر) من سيناريو الدولة الفاشلة"، وهو التقرير الذي استشهد بكتاب وسياسيين عرب واجانب، يشيرون إلى أن مصر بسبب سياسة الرئيس السيسي مهددة" بفوضى في ظل ضعف القبضة الأمنية، واتجاهها إلى تطبيق أحكام بالإعدامات بالجملة، تشمل قيادات في النظام المصري" محمد مرسي وجماعة الإخوان"، بما قد يؤدي لجر الشباب إلى موجة من العنف لن تحتملها القاهرة بأي حال".
وكان أخطر ما استشهد به الموقع تصريحات للكاتب السعودي عبدالله المفلح في مقاله بموقع صحيفة "التقرير" الإلكترونية في 23 يوليو الماضي، إن "نظام السيسي فشل فشلًا ذريعًا في إدارة مصر".
وطالب المفلح، الخليج خاصة السعودية بدعم جماعة الإخوان وتسليحها في حالة عدم خضوع الدولة المصرية بقيادة السيسي لمخططاتهم، والذي يرى أنه يعمل ضد السياسة السعودية ويشق الصف العربي، أنه في حالة رفض المجلس العسكري المصري، فكرة إزاحة السيسي من الحكم فيطرح "المفلح" توقف دول الخليج عن دعم النظام العسكري ماديًا واستثماراتيًا. ثم تدعم بشكل غير مباشر المجلس الثوري في الخارج"، وهو المجلس الذي يقوده الإخوان وهو إشارة مبطنة إلى استنساخ النموذج السوري في مصر.
عناوين وتقارير الصحافة الغربية والعربية تشير لتصعيد من حركات سياسية في مصر مقربة من الإخوان، تؤكد أن البلاد ستمر بفترة عصيبة حتى بداية فبراير المقبل، لأن هناك المتربصين بتفجير الوضع، هذا لا يعني أن هناك أخطاء في إدارة البلاد ولكن عناوين الصحف والوكالات الغربية والعربية قد تشير إلى سيناريو آخر والسقوط في براثن الجماعات الدينية لكن بشكل دموي هذه المرة... لا قدر الله.