رئيس التحرير
عصام كامل

هلموت شميت.. رحيل «مشاغب» حكم ألمانيا بـ«السيجارة».. «بروفايل»

فيتو

توفي المستشار الألماني السابق هلموت شميت عن عمر يناهز 96 عاما. وفارق شميت الحياة اليوم الثلاثاء في مسقط رأسه بهامبورج، وكان شميت شخصية سياسية مخضرمة وقاد بلاده في عقد التسعينات وبداية الثمانينات وسط أزمات محلية وعالمية.




1- المشاغب

وتولى شميت قيادة ألمانيا خلفا للمستشار الأسبق فيلي براندت في الفترة 1974 – 1982، وخصوصا في فترة أزمة البترول 1973، وقاد شميت ألمانيا الغربية السابقة وسط الهجمات الإرهابية التي كان يشنها تنظيم "أولوية الجيش الأحمر" والتي عانتها البلاد في سبعينات القرن الماضى ووضع أسس العملة الأوربية.

وعرف شميت بخوضه السجالات الإعلامية والسياسية، وكان يوصف من قبل بعض وسائل الإعلام الألمانية بـ"المشاغب"، ومنذ سنة 1983 كان شميت مساهما رئيسيا في صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية وألف عددا كبيرا من الكتب. ورغم تقدمه في السن، ظل شميت يُلجأ إليه للمشورة والاستنارة بآرائه السديدة في القضايا الألمانية والأوربية والعالمية.

2- ولع بالمعرفة

كان الرصيد المعرفي لهلموت شميت مبهرا، وتحليلاته لأزمات هذا العالم كانت عميقة، كما أن نظرته للعالم كانت مقياسًا يستعان به لكثير من المستمعين والقراء. هلموت شميت كانت له أيضًا قوة مغناطيسية في معارض الكتب والنقاشات السياسية.

هلموت شميت كان طموحًا، ورفيقته المفضلة هي هانلوره التي نالت دومًا إعجابه وطاب له أن يناديها بـ"لوكي". الاثنان زارا المدرسة في هامبورج في سن مبكرة أجاد شميت لعبة الشطرنج، وبات التفكير العميق والإستراتيجي أحد مواطن القوة لديه كسياسي ومستشار. حافظ شميت دوما على هدوء تام حتى في أوقات الأزمات، مثلما حصل أثناء الفيضانات عام 1962 في هامبورج.

3- حياته العائلية

تزوج رفيقته المحبوبة منذ الصغر هانلوره جازر. وقبلها بعام أي في 1941 تم استدعاؤه للجيش إلى جبهة الشرق. في أبريل 1945 سقط في الأسر البريطاني، وأطلق سراحه في أغسطس من العام نفسه. وفي 1946 التحق كطالب بالحزب الاشتراكي الديمقراطي.

4- عاشق للسياسة

البرلمان كان بيته الثاني. هناك في 17 مايو من 1974 أدى اليمين كمستشار لألمانيا الاتحادية. لحظة تاريخية في حياة هذا السياسي الذي قلما يترك المجال للاطلاع على مشاعره الشخصية. هنا في الأول من يوليو 1999 اجتمع البرلمان الألماني للمرة الأخيرة عندما كان شميت خارج الخدمة.

خلال زياراته إلى الخارج كان هلموت شميت دوما مرفوقا بعقيلته لوكي. خلال زيارته إلى الصين عام 1975 زار قصر الإمبراطور في بكين، لأنه كان يحب مع زوجته التعرف على ثقافة البلدان المضيفة، وارتبط بعلاقات طيبة مع الزعماء العرب، وجمعته عدة لقاءات مهمة بالرئيسين أنور السادات وحسنى مبارك والعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.

5- تقاعده

عرف عن شميت أنه لا يحب البدلات الداكنة، لأن ذلك كان يذكره بلباس الجيش خلال الحكم النازي. وحتى في المناسبات السياسية الرسمية، كما هو الحال هنا في مؤتمر الدول الصناعية السبع الكبرى في البندقية حين كان هلموت شميت يرتدي بدلة بألوان زاهية، وكانت عقيلته لوكي تختار له دوما ربطة العنق.

تقاعد دون جدل سياسي لا يمكن تصوره بالنسبة إلى المستشار الأسبق شميت. في 1983 بدأ يساهم في إصدار الصحيفة الألمانية الشهيرة "دي تسايت". وخلال نقاشات فريق التحرير يطلق العنان لحوارات مبدئية. يعكف منذ مدة على تدوين بعض الكتب والمقالات حول قضايا سياسية راهنة. رأيه يلقى التقدير على مستوى العالم، لاسيما عند فئة الشباب.

في بهو مقر المستشارية الألمانية التي يرتادها الزوار نجد صورة شخصية لهلموت شميت. برنهارد هايزيش من ألمانيا الشرقية سابقا رسم صورة للمستشار شميت وبيده السيجارة التي لم تفارقه. السياسي شميت من الحزب الاشتراكي الديمقراطي كان مستشارا لألمانيا بين 1974 و1982.
الجريدة الرسمية