رئيس التحرير
عصام كامل

سميرة سعيد: أستعد لتسجيل «ديو».. ولم أحسم قراري بشأن شريكى في الغناء

فيتو


  • الثورة منحتنى فرصة ذهبية لتسجيل 23 أغنية
  • لا أحب الإختلاط أو الخروج من البيت
  • مازلت أتدرب على الغناء حتى الآن
  • صدور ألبوم "أنغام" في نفس توقيت "يلا نعيش" لا يقلقنى
  • تراجع صناعة الأغنية سبب رئيسي لظهور فرق "المهرجانات الشعبية"..



"بهجتها المفرطة".. وحزنها أيضا يمنحك مساحة من الروعة من النادر أن تلمسها في عدد كبير من الأصوات التي اتخذت من الفن سبيلا... تغنى عندما تريد أن تغنى، لا تعترف إلا بـ"الموهبة"، وفى الوقت ذاته سنواتها الفنية.. مسيرتها الحافلة لم تصبها بـ"الغرور" فحتى وقتنا الحالى ماتزال تدرس الفن، تتابع آخر مستجداته، وتحاول صقل موهبتها.
المطربة المغربية.. سميرة سعيدة، التي تطل لأول مرة على مهرجان الموسيقى العربية في دورته الرابعة والعشرين، بعد فترة غياب طويلة دامت أكثر من 20 عامًا، أحدث خبر حفلها بالمهرجان ضجة كبيرة أدت إلى نفاد جميع تذاكر الحفل بعد 3 ساعات من طرحها.
"الديفا " لقب منحه عشاقها لها عن طيب خاطر رغم أنها لا تحب الألقاب، وبالبحث عن أصل الاسم اتضح أنه يرجع لمطربة برتغالية قديمة، لذلك فأي أحد يحقق النجاح والاستمرارية لفترة طويلة يلقبونه بـ"الديفا".
سميرة سعيد.. التقتها "فيتو" على هامش إحدى البروفات التي تجريها استعدادا لاحتفالية مهرجان الموسيقي العربية، تحدثت معها عن عودتها للوقوف على مسرح الأوبرا، والأسباب التي منعتها طوال السنوات الطويلة من المشاركة في تلك النوعية من الحفلات.
وتطرق الحدث أيضا إلى ألبومها الجديد، الذي سيتزامن موعد طرحه مع توقيت إقامة المهرجان، وعن هذا الأمر وأمور أخرى كان الحوار التالى:

*بداية... حدثينا عن شعورك بالمشاركة في مهرجان الموسيقى العربية والغناء للمرة الثانية في تاريخك الفنى على مسرح دار الأوبرا ؟
شيء كبير بالنسبة لى وخاصة أننى سوف أغنى في صرح كبير مثل دار الأوبرا المصرية،ذلك بالإضافة إلى توافق زمن المهرجان مع طرح ألبومى الجديد.

*إذن ما السر وراء كل هذا الغياب عن مسرح دار الأوبرا؟
مقتنعة تمامًا أن كل شيء يأتي في وقته المناسب، كما أننى أريد التوضيح أننى كنت أعاني تخوفا من الصعود إلى خشبة دار الأوبرا، ففي بداياتي كانت معظم أعمالي تميل إلى الكلاسيكيات والأوبرا هي بيت "الكلاسيكيات"، لكن الفترة التي أعقبت الكلاسيكيات كانت ذات طور مختلف، وكنت متخوفة دائمًا من أن تكون أعمالى الفنية لا تتناسب والأوبرا المصرية.
وطوال السنوات الماضية لم أكن متحمسة لإقامة حفلات بدار الأوبرا رغم احترامي أن يضاف مسرحها إلى مسيرتي الفنية، إلا أن هذا العائق النفسي لطالما لازمني، أما هذه المرة فكان الإلحاح أكثر من أي مرة، فقلت لنفسي لم لا.

*كيف جاء الترتيب لمشاركتك بالمهرجان؟
شرفتنى الدكتورة جيهان مرسي بالزيارة وبرفقتها المايسترو مصطفى حلمي وأقنعاني بالمشاركة ووافقت لأنني كنت بعيدة تمامًا منذ فترة عن الحفلات.

*بناء على أي شيء تختارين الأغانى التي تغنينها على مسرح الأوبرا ؟
الاعتماد يكون على جميع الأغانى التي سجلت من فترة الثمانينيات ثم الفترات التي تلتها لتكون الأغانى مزيجا ما بين القديم والوسطى والحديث،مثل أغنية بالسلامة وأغنية يوم ورا يوم.

*ماذا عن ألبومك الجديد، والذي أظهرت لافتات الدعاية أناقتك لدرجة دفعت البعض التأكيد على أن السنوات لم تكن بذات أثر على سميرة سعيد؟
دائمًا.. أحاول الظهور بشكل مختلف ومتطور عن السابق، سواء في محتوى الأغاني أو غلاف الألبوم، لذا أبحث عن كل ماهو مختلف في الصور والتلحين والكلمات شرط أن يتناسب مع الألبوم بشكل عام.

*هل كان تزامن طرح ألبومك الجديد مع حفلك بدار الأوبرا موعدا مقصودا ؟
لا أبدًا.. صدفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلم أكن أخطط لهذا الأمر مطلقًا، وكان من المفترض أن يتم طرح الألبوم الصيف الماضي إلا أنه تم تأجيله لبعض المشاكل والظروف التي واجهتني والتي حالت بيني وبين طرح الألبوم في موعده المحدد.

*بشكل عام... لماذا تندر حفلات سميرة سعيد ؟
أظن أنني في وقت من الأوقات كنت أميل إلى أن يكون اهتمامي بتسجيل الأغاني أو بطرح ألبومات، لأنني أستطيع السيطرة الكاملة على التسجيل، لذا حين يصدر العمل أكون راضية عنه بشكل كامل، أما في الحفلات فلا أستطيع السيطرة على جميع الأدوات على الهواء، فلا تخرج بنفس الجودة، فأقول في نفسي "إيه اللي أنا بعمله ده"، وهو أمر يصيبني بالإحباط.

*لكن تذاكر حفلك بمهرجان الموسيقى نفدت بالكامل.. ألم يعطك هذا دافعًا للاستمرار في الحفلات ؟
بالعكس.. شيء أسعدني للغاية و"فتح نفسي" عقب أن كنت محبطة، فلابد أن أعود مرة أخرى إلى الحفلات مادمت أملك الحياة ومستمرة على الساحة الفنية، فنفاد التذاكر جعلني أدرك مدى أهمية الحفلات وأنه يجب على ألا أترك هذا البند مهمشًا في مسيرتي.

*نعود للحديث عن ألبومك الجديد.. ما هي أبرز الأغنيات التي سيتم تحويلها إلى "فيديو كليب"؟
"نفسي أعيش" ومن الممكن أن يتم تصوير أغنية "محصلش حاجة"، والأغنيتان تحملان قدرًا كبيرًا من الاختلاف والجنون في الغناء، لكن لا يوجد شيء مؤكد حتى الآن.

*بصراحة... هل أرضى ألبومك الجديد طموحاتك الفنية ؟
إلى حد كبير.. فقد سجلت 23 أغنية كاملة وهو رقم ضخم للغاية لايقدر شخص على الوصول إليه، واخترت منهم 14 أغنية للألبوم ثم استقر الاختيار على 12 أغنية فقط، يتنوعون ما بين الكلاسيكي والجنون.

*ما مصير الأغاني التي تم تسجيلها ولن يتم طرحها في الألبوم ؟
سأطرحها قريبًا، لكن ليس الآن فلابد أن يكون هناك مساحة زمنية كافية بين الألبوم وصدور أي أغنية جديدة لي، ولكن الأغاني جاهزة في أي وقت، وتم تسجيلها بالفعل.

*كيف استطعت تسجيل هذا الرقم الضخم من الأغاني في وقت قصير، رغم سوء الأحوال في الساحة الفنية ؟
الثورة لعبت دورا كبيرا في هذا، فكان الوقت كافيا لتسجيل العديد من الأغاني والتفرغ فقط للموسيقي والغناء وبطبعي إنسانة لا تحب الخروج كثيرًا من البيت وهذا على مدى مسيرتي الفنية كلها، فلا أحب الاختلاط اجتماعيًا بشكل كبير، علاوة على أن القاهرة مدينة مزدحمة جدًا ولا أستطيع تحمل الزحام، وبعد اندلاع الثورة زادت فترة إقامتي بالبيت لذلك اضطررت لإقامة ستوديو كامل في بيتي.

*لماذا لم تفكري في طرح الـ 23 أغنية في ألبوم واحد ؟
مستحيل.. الأمر صعب للغاية فلا يستطيع الجمهور تحمل هذا العدد من الأغاني في ألبوم واحد، فآخر ألبوم طرحته كان يتضمن 7 أغاني لا أظن أن الناس تتذكرها جميعها، فالمعتاد في أي ألبوم أن تشتهر منه أغنية أو اثنتان، خاصة الأغاني التي يتم تحويلها إلى فيديو كليب، والبقية لايستطيع الناس تذكرها فيما بعد، وهذا يسبب إحباطا كبيرا للفنان الذي قضى سنوات لخروج تلك الأغنيات بهذا الشكل.
فأنغام أصدرت ألبوما جديدا من فترة قصيرة، وحقق الألبوم نجاحًا مبهرًا خلال أيام من طرحه، إلا أنها تفكر بنفس طريقة تفكيري في أن كل هذا التعب والجهد الذي نقضيه في تسجيل الأغاني على مدى سنوات طويلة، لايأتي بثماره المرجوة حين يتم طرح الألبوم بشكل كامل، لأن الجمهور يستمع على قدر حاجته.

*بناء على أي شىء يتم اختيارك على أغنية معينة ؟
الإحساس... فدائما أكون طوال الوقت أريد أن أخرج شخصيات مختلفة من الغناء.

*بالحديث عن ألبوم المطربة أنغام هل شعرت بخوف لطرح " يلا نعيش" في نفس وقت طرحها لألبومها ؟
بالعكس.. فأنا والمطربة أنغام مختلفتان تماما في طريقة الغناء، أنغام مطربة وفنانة كبيرة، واختياراتها رائعة ولها جمهورها الذي ينتظر أعمالها، وكذلك أنا لذلك فلا يوجد خوف من هذه النقطة.

*ماذا تقولين لأنغام على ألبومها الجديد ؟
الألبوم رائع وسمعته بأكمله... "شابوه" لأنغام الجميلة التي تمتعني بصوتها وبإحساسها الراقي

*هل تستعدين لتسجيل "ديو" فني عقب طرح الألبوم ؟
نعم.. أفكر في الأمر، إلا أنني لم أحسم قراري بشأن المطرب الذي سيشاركني الغناء، فالأمر صعب ولابد أن يكون الاختيار جيدا.

*هل توجد مواصفات معينة يتطلبها ذلك المطرب ليقوم بالغناء أمامك ؟
أهم المواصفات أن نكون مختلفين في طريقة الغناء عن بعضنا البعض، فحين أصدرت أغنية "يوم ورا يوم" كان أسلوب غنائيا مختلفا تمامًا عن الشاب مامي، فكنت أغني في واد ويغني هو في واد آخر.

*هل تفضلين الميني ألبوم عن الألبوم الكامل ؟
بالطبع، فالميني ألبوم يعطي فرصة ومساحة للأغاني لتلقى صداها وشهرتها عند الناس والجمهور، فحين يركز الفنان في 3 أو 4 أغان ويلاقوا قدرهم الذي يستحقونه أفضل بكثير من أن يطرح 12 أغنية دون أن تبقى ذكراهم خالدة، ورغم هذا أظن أن الأغنية "السينجل" أفضل من الألبوم والميني ألبوم، لأنها تبرز تواجد المطرب على الساحة بشكل مستمر، إضافة إلى أن كل أغنية تأخذ حقها في الانتشار.

*من الشعراء والملحنون للألبوم الجديد ؟
الألبوم الجديد يضم حوالى12 أغنية، تعاونت فيها مع فريق عمل جديد، ولم أعتمد فيه على الأسماء الفنية المعروفة في مجال صناعة الأغاني، إلا اسمين فقط تعاونت معهما من قبل، هما بهاء الدين محمد، ونادر عبد الله فيما تكتمل القائمة بعدد كبير من الأسماء، أتعاون معهم للمرة الأولى وهم محمود العسيلي، شادي نور، أيمن عز، أشرف أمين، عصام حسني، نصر الدين ناجي.
أما عن ألحان الألبوم فكانت تجربة جديدة بالنسبة لى حيث إننى لم أتعاون في الألبوم مع ملحنين ممن تعاونت معهم من قبل، عدا الملحن وليد سعد الذي سبق وأن تعاون معها، ومحمد رحيم الذي تعاونت معه مرة واحدة فقط تمثلت في تتر مسلسل "سيرة حب".

*هل العمل مع الشباب يعتبر مجازفة؟
ليس مجازفة فأنا أعمل ضمن قائمة من الشباب الملحنين للمرة الأولى، وهي شريف إسماعيل، وبلال سرور، وإيهاب عبد الواحد، وأشرف أمين، ومحمود العسيلي، وشريف قطة.

*ما رأيك في الذائقة الموسيقية والنوعية الموسيقى والأغاني المطروحة حاليًا على الساحة؟
في أي زمان يوجد دائمًا أشخاص يقدمون هذا النوع من الموسيقى، لفئة معينة من الناس التي يستهويها هذا اللون، ولكن ما ينقصنا الآن هي "الصناعة" التي تقلصت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، الأمر الذي أعطى فرصة لأصحاب المهرجانات الشعبية للصعود على الساحة واكتساب حب مجموعة من الناس، ففي الوقت الذي لا يتطلب إصدار مهرجان سوى ستوديو، يتطلب المطرب والفنان العادي إنتاج ضخم لطرح ألبوم وتصوير فيديو كليب، وهذا لم يعد متاحا الآن، فالصناعة الموسيقية تدهورت.

*هناك شائعة تقول إنك مازلت تتدربين على الغناء حتى الآن ؟
بالفعل.. مازلت أتدرب على الموسيقى حتى الآن لأنها رياضة الأحبال الصوتية، بدونها لا أستطيع الغناء.
الجريدة الرسمية