«الإفتاء» تجيز إخراج الزكاة لمتضرري السيول وإصلاح شبكات الصرف.. «الدار»: توجيه الصدقات لصالح مشروع القضاء على فيروس «سي» ودعم مستشفى السرطان.. والزكاة مشروعة لبناء الإنسا
أجازت دار الإفتاء دفع أموال الزكاة لإصلاح شبكات الصرف التي تعمل على تصريف مياه الأمطار المتراكمة، وكذلك دفعها لإنشاء مخيمات إيواء للمصابين في أحداث السيول التي أودت بمساكنهم.
وأضافت الدار في أحدث فتاويها، أمس الإثنين، أن دفع الزكاة لإصلاح شبكات الصرف التي تعمل على تصريف مياه الأمطار جائز شرعًا تقليدًا لمن وسع من مفهوم مصرف في سبيل الله وجعله شاملًا لكل المصالح العمومية للمسلمين.
وأوضحت الفتوى أن القرآن الكريم، حدد الجهات التي تصرف إليها الزكاة؛ وذلك في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[التوبة: 60].
وأشارت الفتوى إلى أن العلماء قد اختلفوا في تحديد المقصود بـ ﴿في سبيل الله﴾ في الآية الكريمة؛ فذهب بعض من العلماء - قديمًا وحديثًا - إلى التوسع في معنى ﴿سبيل الله﴾ فلم يقصره على الجهاد وما يتعلق به، أو الحج للفقير، بل فسره بما هو أعم من ذلك، فمنهم من جعله يشمل جميع القربات، ومنهم من جعله يشمل سائر المصالح العامة؛ وذلك وفقًا للوضع اللغوي للكلمة؛ فلفظ "في سبيل الله" عام، والأصل بقاء العام على عمومه حتى يرد الدليل المخصص.
إصلاح شبكات الصرف الصحى
وفي هذا السياق أجازت دار الإفتاء دفع أموال الزكاة لإصلاح شبكات الصرف، التي تعمل على تصريف مياه الأمطار المتراكمة، وأضافت الدار خلال بيان لها أن دفع الزكاة لإصلاح شبكات الصرف التي تعمل على تصريف مياه الأمطار جائز شرعًا، إستنادًا إلى مفهوم مصرف في سبيل الله وجعله شاملًا لكل المصالح العمومية للمسلمين.
مخيمات الأمطار
كما حثت دار الإفتاء على دفع أموال الزكاة لإنشاء مخيمات إيواء للمصابين في أحداث السيول التي أودت بمساكنهم في عدد من محافظات مصر، وأكدت الفتوى أن المتضررين من سيول الأمطار والتي دفعتهم إلى فقد منازلهم يندرجون تحت بند الفقراء والمساكين، لأن الفقير والمسكين هو الذي لا مال له ولا مأوى.
تلقيح الجاموس
فيما أكدت دار الإفتاء المصرية في 23 أكتوبر الماضى، أنه يجوز الإنفاق من أموال الزكاة على البرنامج القومي للقضاء على فيروس "سي" من خلال إنشاء مراكز العلاج المتخصصة، وتوفير العلاج، والرعاية المتكاملة للمريض.
وأوضحت الدار في فتواها أن الزكاة مشروعة لبناء الإنسان وكفاية حاجته، وما يتصل بأمور معيشته كالزواج والتعليم والصحة وغير ذلك من ضروريات الحياة، "أي أنها للإنسان قبل البنيان، وللساجد قبل المساجد".
وفى 26 فبراير عام 2013 دعا الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير الأغنياء إلى توجيه الزكاة للفقراء ومحدودى الدخل، لافتًا إلى أن الإمام الشافعى أكد أنه إذا تم توجيه الزكاة للفقير ورفضها فعلينا أن نقاتله حتى يأخذها لأنه برفضه الذكاه قد أبطل شريعة الله.
وأشار «جمعة» إلى جواز زكاة الثروة الحيوانية والتي تتمثل في تلقيح الجاموس المصرى الذي يعطى 8 كيلو لبن يوميًا من سلالات إيطالية، ويصل معدل الألبان إلى 24 كيلو يوميًا، بالإضافة إلى إنشاء بطاقات الرقم القومى للجاموس لمعرفة تاريخها وتحسين السلالات الجديدة.
المهاجرون السوريون
وفى السياق نفسه أيد عدد من علماء الأزهر الشريف في 24 أغسطس 2012 قرار إخراج زكاة المال لصالح أهل سوريا، وقال الدكتور حامد أبو طالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية ومستشار شيخ الأزهر، "أنه يجوز إخراج الزكاة لفقراء سوريا، والنازحين من سوريا إلى تركيا والأردن وغيرهما من الدول المجاورة الذين تركوا أموالهم لأنهم اصبحوا فقراء محتاجين يجوز دفع الزكاة لهم".
مستشفى سرطان الأطفال
كما أوضح الدكتور خالد المذكور، رئيس اللجنة العليا للعمل على استكمال تطبيق الشريعة الإسلامية، في عام 2011 أن التبرع لمستشفى سرطان الأطفال في القاهرة 57357 يعد من الزكاة والوصايا وقال: «إذا كان أحد يستطيع أن يوقف مالًا لينفق منه على شراء الأجهزة للمستشفى أو على تحديث الغرف مثلًا فلا شك أنه من الوسائل النافعة وهذا الوقف جائز شرعًا، ويمكن للمتبرع أيضًا أن يضع اسمه على هذا الوقف الخيري الذي يعود بالخير على هذا المستشفى».
التبرع بالدم
وعقب ثورة الخامس والعشرين من يناير دعى الأزهر الشريف إلى التبرع بالدم للمصابين من الشباب معتبرًا ذلك بمثابة صدقة جارية وزكاة عن الفرد المتبرع، لأن تبرعه ينقذ حياة شخص آخر.