مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 10
إن ظن أحد أن جيش مصر ورجاله يمكنهم أن ينسوا ثأر الوطن، فهو لم يتعرف على جيش مصر بعد، فثأر الوطن يؤجل، ولا يُنسى أبدًا؛ لأن تلك عقيدة الجيش المصرى عبر تاريخه!!
ولقد كشف حُكم مرسى أمرًا فى غاية الأهمية، ليس فقط فى حادث رفح، ولكن فيما يتعلق بتاريخ مصر!! وهو ما يدُل على غباء محض فيمن يُفكر سياسيًّا لدى الجماعة، سواء كان عقله فى القاهرة أو طهران أو واشنطون!!
فلقد كشف لنا مرسى، وبشكل مبالغ فى السذاجة، أو قُل الغباء السياسى، أنه لا فرق على الإطلاق بين جماعته وكل الإرهابيين الآخرين، حينما عفا عن سُجناء هم أعضاء فى جماعات العنف المُسلح الشديدى الخطر على أمن المجتمع!!
إن هذا العفو إنما يعنى أن الإخوان لا تعتبر هؤلاء مختلفين عمن فى الجماعة، بل تابعين لأجندتها، يوزعون الأدوار ويعملون معًا، وهو الأمر الذى أثير بالفعل فيما مضى فى قضية "الفنية العسكرية!!".
وكان طلال الأنصارى، أحد الضالعين فى عملية "الكلية الفنية العسكرية" فى العام 1974 قد شهد بأنه وضع خطة الهجوم على الكلية فى بيت حسن الهُضيبى؛ المُرشد الثانى للإخوان بحضور الإخوانية زينب الغزالى، وحصل على البيعة منه، ووافق على شرطه بإبعاد الإخوان عن أية مسئولية جنائية فى حال انكشاف أمر العملية، ولكن الهُضيبى لم يشهد العملية لموته حينها، إلا أنه بارك العملية مُسبقًا!!
إن ما انكشف لنا اليوم يؤكد ما قاله طلال الأنصارى أيضًا من تواطؤ الإخوان فى عملية اغتيال الشهيد أنور السادات، فلقد أفرج مرسى عن المخططين لقتل السادات، بل واحتفى بيوم اغتياله فى استاد القاهرة فى أكتوبر 2012 بحضورهم، فى إطار إهانة قاسية لمصر والمصريين وأبطال أكتوبر بالقوات المُسلحة المصرية!!
ومع رعاية الولايات المتحدة للإخوان، ليس فقط منذ 2011، ولكن منذ أن زار سعيد رمضان؛ زوج ابنة حسن البنا، البيت الأبيض، وظهرت له صورة مع الرئيس الأمريكى "أيزنهاور" فى المكتب البيضاوى عام 1953، ظهر أيضًا أن العمل الإرهابى الدولى الذى تقوم به الجماعة وأتباعها حول العالم ليس فقط بتخطيط منها، وإنما من لديه أهداف بعيدة المدى لشيطنة الخطاب الدينى المُعتدل للإسلام، باستخدام هؤلاء الإرهابيين الذين تشتت حتى أهدافهم، وأصبحت قلوبهم شتى، رغم استهدافهم الأوطان بشكل خادع للسُّذّج ممن لا يقرأون التاريخ!!
لقد كانت عملية اغتيال الرئيس السادات هى المحاولة الأولى للقيام بثورة إخوانية فى مصر، ولكنها لم تنجح إلا فى اغتيال الرئيس الراحل، وهى بالطبع خسارة مُريعة لمصر، وفشلت فى السيطرة على ماسبيرو وبعض المُنشآت الحيوية الأُخرى فى البلاد، إلا أننا هكذا نعرف أن المتأسلمين قتلوا الرئيس الراحل كوكلاء عن غيرهم فى الخارج؛ لأنه كان على طريق تقدم مصر!!
وفى سبتمبر 2010 نُشر فى الصُّحف العالمية ما يشير إلى النمو المصرى الاقتصادى، وأن مصر فى الطريق إلى جنى الثمار ...
فكانت الثورة الإخوانية الثانية فى 25 يناير 2011، حينما تعلم الإخوان درس 1981، والتحفوا بالمدنيين، مُستغلين نقمتهم على النظام، فلقد كان لهم مُحركين فى الشارع من المنتمين لهم من أمثال قادة 6 أبريل "أحمد ماهر"، الذى قال إنها "الذراع اليسرى للإخوان"، ووائل غنيم؛ الذى وصفه عصام العريان بكونه من الجماعة، وآخرين ممن دُرِّبوا فى الخارج بتمويل أمريكى، كان يريد للإخوان أن يحكموا مصر؛ لمعرفتهم بأنهم الفصيل المُقابل للحزب الوطنى، وأنهم أبشع من كل ما مضى على البلاد!!
وإن كان هناك من السُّذّج ممن لا يتذكر، فإن جيش مصر لا ينسى!!
وللحديث بقية ..
والله أكبر والعزة لمصر.
وتبقى مصر أولًا دولة مدنية