رئيس التحرير
عصام كامل

احذروا خسارة بوتين!


مهما كانت حقيقة حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، ومهما كان سبب هذا السقوط؛ فإن المؤكد أن هناك من أراد استثمار هذا الحادث، وسعى لذلك للإضرار أولا بالسياحة الأجنبية لمصر، وبالتالي للاقتصاد المصري، وللإضرار ثانيا بالعلاقات المصرية الروسية التي صارت وثيقة بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وفي أعقاب التغيير الذي شهدته مصر.


ولعلنا نضع ذلك في اعتبارنا ونحن في مصر نتابع ونتصدى بالحديث إلى حادث سقوط الطائرة الروسية وتداعياتها.. وهذا يفرض علينا بالإضافة إلى الجهود التي يتعين تكثيفها لحماية السياحة الأجنبية؛ للحفاظ على عائداتها من النقد الأجنبي، أن نبحث عن موارد مختلفة من هذا النقد الأجنبي ومراجعة إنفاقنا منه، خاصة الإنفاق الخاص بوارداتنا من الخارج، في ظل النقص في هذه الموارد بعد يناير ٢٠١١، المتمثل في تراجع احتياطياتنا من النقد الأجنبي، وانخفاض سعر الجنيه المصري.

نعم نستطيع ولا بد أن نفعل الدعاية لمقاصد متنوعة للسياحة في بلدنا مع شرم الشيخ والغردقة، ولكن لا بد أن ندرك في ذات الوقت، أن من يتربصون بنا في الخارج يقدرون على الإضرار بنا في هذا المجال، وقد ظهر ذلك واضحا من ذلك الاستثمار السياسي والإعلامي الواسع سواء من قبل بريطانيا أو أمريكا لحادث سقوط الطائرة الروسية.. ولذلك يجب أن نبحث مع السياحة عن مصادر مختلفة للنقد الأجنبي، وتحديدا في مجال الصادرات والاستثمار الخارجي، فضلا عن ترشيد وارداتنا من الخارج التي شهدت صعودا سفيها خلال السنوات الثلاثة السابقة.

يبقى بعد ذلك اليقظة التي يتعين أن نتحلى بها ونحن نتناول صحفيا وإعلاميا الإجراءات الروسية التي اتخذت بعد الحادث، خاصة ذلك الإجراء الخاص بترحيل السياح الروس من شرم الشيخ، وهو إجراء شديد الإيلام بالطبع للسياحة في مصر؛ نظرا لأن السائح الروسي هو السائح رقم واحد لكل من مدينتي شرم والغردقة بل لمصر كلها.

ومع ذلك علينا أن نتفهم الدوافع الداخلية التي فرضت على الرئيس الروسي بوتين ذلك القرار، ونعالج الأمر بحكمة وبعقلانية، حتى نحافظ على علاقتنا قوية مع روسيا التي بادرت بأكثر من موقف مساند وداعم لنا إستراتيجيًا واقتصاديًا وعسكريا.. وقليل من الذكاء وبعض الحكمة يحمينا من خسائر كثيرة.
الجريدة الرسمية