رئيس التحرير
عصام كامل

التناقضات المفضوحات لنشطاء الغبرات!


أشهر طويلة من الهجوم على السيسي بحجة أن موقفه من الشقيقة سوريا ليس كما ينبغي، وكنا نرد على هؤلاء دائما بأن الكثير في كواليس السياسة لا يمكن قوله لكن ظاهريا - وهو معلن ومعروف - أن مصر رفضت الانضمام للتحالف الأمريكي، وتردد دائما أنها تدعم الحكومات التي تحارب الإرهاب، ولا نرى ذلك إلا في سوريا والعراق وليبيا، ومع ذلك فساعة الجد سيظهر الموقف المصري الحقيقي..


الآن ومنذ أسابيع، تكشفت الأمور وبات الموقف المصري واضحا جليا، يقف وبقوة مع نصف مصر الآخر سوريا الحبيبة.. فماذا فعلوا؟.. كأنهم لم يروا شيئا، وعلى الفور ينتقلون إلى اتهام آخر يحمل مطلبا جديدا، وهو أن النظام يحمي الفساد ثم يقولون ولو أن السيسي وجه ضربة قوية للفساد أو لرجال نظام مبارك لغيروا موقفهم.. ثم تلقي الأجهزة المختصة فجأة القبض على وزير بالحكومة وفي ميدان عام، وبطريقة متعمدة لتصل الرسالة إلى الجميع..

وبعده تتوالى أسماء المتهمين، تتصل وتمتد من اسم لآخر، حتى شريط طويل من الأسماء والشخصيات، وفي الطريق يمنع رجل أعمال كبير جدا من السفر لديه منتجعات شهيرة، وكان يمتلك فضائية شهيرة، ثم يرتفع عائد أموال فروق الأراضي من ناهبيها السابقين لتصل إلى ثلاثة عشر مليار جنيه، والبقية تأتي، بل تداهم الأجهزة الرقابية مصانع أغذية شهيرة لرجل أعمال سكندري شهير جدا، لم يكن يجرؤ أحد على الاقتراب منها في عهود سابقة؛ لنفوذه الكبير الخطير، ومنه إلى التحفظ على أموال سبعة عشر رجل أعمال دفعة واحدة، لم يكن يخطر على بال أحد خضوعهم أو واحد منهم لأي إجراء قانوني مهما بلغت درجته..

ومع ذلك نصف هؤلاء النشطاء يتجاهل كل هذه الإجراءات، ونصفهم الآخر يسخر منها، ومنهم من يهاجمها بل المدهش استمرارهم في غناء نشيدهم المقدس، أن الدولة لم تزل تدعم الفساد وهي الامتداد لنظام مبارك!

كل هؤلاء وغيرهم ظلوا سنوات يرددون مقولة القائد الخالد جمال عبد الناصر، وهي صحيحة؛ حيث يقول "إن رأيتم أمريكا راضية عني فاعلموا أننا نسير في الطريق الخطأ"!.. اليوم رأوا بأنفسهم وسمعوا بأعينهم أن أمريكا وبريطانيا والغرب كله غير راض عن مصر، ويتخذ إجراءات تركيعها ومحاصرتها والتآمر عليها، إلا أنهم انضموا إلى الغرب فجأة وأصبحوا ضد رئيسهم بدلا من مراجعة أنفسهم، وقلدوا الإقطاعيين الذين طالبوا عبد الناصر بتسليم نفسه لبريطانيا عام 56، وانقسموا إلى مهاجم يحّمل السيسي مسئولية غضب بريطانيا وأمريكا عليه، ومنهم من يتضامن مع مطالب بل اتهامات الغرب وينقلب على بلده ولا يرى فيها سببا للتآمر عليها!!

ومنهم من يفترض خطأ بلاده وعليها تحمل المسئولية ودفع الثمن!.. ومنهم من راح يسخر من بلده؛ لأنها بلد الإهمال والفوضى، ويكر شريطا من الاتهامات لأزمات تعاني منها مصر منذ أكثر من أربعين عاما!!.. لكنه يتذكرها اليوم فجأة ليقنع نفسه بإلقائها في معسكر الشيطان!

هؤلاء.. ماذا نسميهم؟.. ما الحل معهم؟.. سنترك الإجابات لكم مع التأكيد أن يقظات عديدة تصيب بعضهم تعيدهم إلى جادة الصواب، وإلى المسار الصحيح والطبيعي، ولكن أغلبهم يتخبطهم الشيطان من المس.. ما بين مس الجنون ومس العته ومس العقد النفسية ومس النرجسية، ومس أن يجد نفسه بين دوائر المصفقين له بالباطل على باطل في باطل، وهؤلاء لا أمل فيهم ولا رجاء، ولكن تبقى المعركة مستمرة!!
الجريدة الرسمية