رئيس التحرير
عصام كامل

«حريدي» مجتمع مختلف داخل إسرائيل.. سن الزواج يبدأ من 18 عاما.. «الخاطبة» تزوج الشباب والبنات بعد عرض شروط كل طرف.. لا مكان للحب والمشاعر في أوساطهم.. نسبة الطلاق أقل بكثير عن باقي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نشر موقع "ونلتقي" الإسرائيلي تقريرا يقسم المجتمع الإسرائيلي إلى عدة طوائف وفئات خاصة داخل الوسط اليهودي الذين ينقسمون إلى يهود اشكناز، ويهود سفارديم، مشيرا إلى أن الفئة الأكبر التي تثير الانتباه دائمة هي فئة "اليهود الحريديم" المتشددين دينيا، خاصة في معتقداتهم الدينية وطقوس حياتهم اليوميه وعملهم وأيضا طقوسهم في الزواج.


الشريعة اليهودية
وقال التقرير إن "الحريديم" جماعة من اليهود المتدينين ويعتبرون كالأصوليون حيث يطبقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية ويحاول الحريديم تطبيق التوراة في إسرائيل.

المجتمع المتدين
ويضيف التقرير أنه في ظل العالم العلماني الكل يبحث عن الحب، وفى مقابل ذلك، فإنها في المجتمعات المتدينة والمحافظة، فإن الحب هو شيء مكتسب، ولا مكان للمشاعر في عملية اتخاذ القرار بشأن علاقة الزواج بين الزوجين وأشار التقرير إلى أن المجتمع اليهودي المتدين المتشدد (الحريدي) في إسرائيل، هو نموذج جيد لذلك مضيفا أن مجتمع "الحريدى" يحافظ على التراث القديم في كل ما يخص الزواج التقليدي.

طقوس الزواج
وقدم الموقع الإسرائيلي عرضا لطقوس الزواج في اوساط الحريديم في دولة الاحتلال مشيرا إلى أنه في المجتمع اليهودي المتدين (الحريدي)، تلعب أمور مثل المدرسة الثانوية التي تعلمت بها الفتاة، ونوع الجوارب التي يرتديها والدها في قدميه، دورا في تحديد من سيكون والد أبنائها لافتا إلى أن اختيارات أفراد العائلة، تؤثر في كثير من الأحيان على مصير الفتاة الراغبة بالزواج، ربما بقدر أكبر مما تؤثر في ذلك اختياراتها هي.

دور الخاطبة

لدى جمهور اليهود المتشددين الحريديم التقليدي –غير العصري، تقع مهمة تزويج الأبناء على عاتق الأهل بالكامل فعندما يقرر الأهل أن الوقت حان– تبدأ المرحلة المعروفة باسم "نبدأ بالاستماع" والتي يقومون خلالها بالتواصل مع "خاطبة"، لدى جمهور "الحاسيديم"، يبدأ هذا الأمر عند بلوغ سن الـ18 عاما، وأحيانا قبل ذلك.

أما لدى مجتمع المتدينين اللتوانيين واليهود الشرقيين، فيبدأ الأمر عند حلول سن الـ 20 تقريبا، في هذه المرحلة يروي الأهل للخاطبة معلومات حول أبنائهم وما الذي يبحثون عنه لهم، وفي النهاية، تماما كما في سوق العمل، يقدمون لها أسماء أشخاص بإمكانهم أن يقدموا التوصية بشأن الأبناء: جيران، أفراد من العائلة، معلمون قادرون على تقديم التوصية ومعلومات أخرى حول الراغبين بالزواج.

عندما يشعر الطرفان أن المعطيات ترضيهم يتم تحديد موعد لقاء للزوجين، لدى غالبية المجتمعات الحريدية، بإمكان الزوجين الموعودين أن يلتقيا ثلاث مرات على الأكثر، قبل اتخاذ القرار بشأن الزواج.

في المجتمعات الأكثر تشددا، هنالك تعليمات واضحة بعدم عقد أكثر من لقاء واحد، لمدة 20 دقيقة، من أجل عدم إتاحة المجال أمام تدخل المشاعر في الأمر، باعتبار المشاعر ذات أثر سلبي وسيئ في هذا الأمر، أي في موضوع التعارف والزواج.

رسائل من المرشحين للزواج
لكن حتى في عالم التعارف بهدف الزواج لدى المجتمع المتدين المتشدد، هنالك بعض التغييرات الآخذة بالحصول على مدى السنوات القليلة الماضية، أحد التحولات في هذا المجال هو وجود خط هاتفي يتيح المجال أمام "المرشحين" أو أهلهم لترك رسالة مسجلة.

يعتبر مجمع التعارف الحريدي مبادرة جديدة نسبيا من طرف حاخامات لدى الجمهور المتدين، وترتكز المنظومة على بلاغات ورسائل مسجلة تتضمن اقتراحات أزواج وزوجات بناء على تقسيم إلى مجموعات وفئات، هنا أيضا لا مكان للوصف الخارجي الشكلي، وإنما –على الأكثر– وصف لطول الشاب ولحيته، على سبيل المثال، بقية الأوصاف تتطرق إلى مدى التزامه، نمط حياته المتواضع ومستوى ثقافته وتعلمه.

الطلاق
من الواضح أن نسبة الطلاق لدى المجتمع المتدين المتشدد في إسرائيل تقل كثيرا عن نسبة الطلاق الإجمالية لدى المجتمع الإسرائيلي، وقد لا ينبع هذا الأمر من الأسباب الصحيحة، لكن في بعض الأحيان يكون الأمر كذلك.
الجريدة الرسمية