رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة الطائرة الروسية بعيون فرنسية


تابعت الإعلام الفرنسي المرئي، وتناوله لأزمة الطائرة الروسية في مصر منذ بدايتها، ولاحظت أن فرنسا أظهرت تعاطفا كبيرا مع مصر في طريقة عرض الحدث:


فعلى القناة الأولى TF1
رافق الخبر عرض لحرب مصر مع الإرهاب، وصور لحادثة قتل النائب العام المصري، واستعراض لطائرات الرافال التي اشترتها مصر من فرنسا.

وقالت مراسلة قناة BFMTV
"رغم ما أعلنته مصر من أنها تحترم القواعد الأمنية المتعارف عليها في العالم في مطار شارم الشيخ، إلا أن موقف لندن يهدد صورة مصر؛ لأنه لا يوجد دليل على أن ما حدث تقصير أمني".

بعدها أعلنت فرنسا وضع شرم الشيخ منطقة برتقالية؛ انتظارا للتحقيقات، وهذا يعني غير منصوح بالسفر إليها إلا للضرورة القصوى.

وكان لقناة BFMTV تعليقا لمحلل سياسي قبل المؤتمر الصحفي قال فيه:
"نقدر الصمت الروسي والصمت المصري، آخر ما سجل في الطائرة صوت انفجار، لنفترض أن يكون عطلا؛ لأن الصندوقين الأسودين توقفا في وقت واحد، والكهرباء انقطعت في كل الخطوط في نفس اللحظة، وغالبا القنبلة كانت موجودة في ذيل الطائرة مع الحقائب، نقدر موقف مصر المتضررة الأكبر من الحادث؛ لأنه سيؤثر على دخلها من السياحة، وهذا حادث إرهابي يمكن أن يحدث في أي دولة بالعالم، فلا يمكن مراقبة كل من يعملوا بالمطارات، يمكن أن نتخيل شخصا يعمل في مطار منذ 30 عاما لنا ثقة كبيرة فيه، لكنه على تواصل مع جماعات إرهابية". 

والحقيقة أن موقف فرنسا يبدو متناقضا من وجهة نظر البعض، وربما يحتاج إلى توضيح، من الطبيعي أن تظهر فرنسا تعاطفا كبيرا مع مصر بعد ترابط البلدين مؤخرا، فحين تعرض ريبورتاجات من شرم الشيخ تظهر مدى تعلق السياح بها، وحزنهم لما حدث، وحوارات تؤكد على جدية الأمن في المطار، كان باستطاعة الإعلام الفرنسي أن يسن السكاكين لمصر ويركز على الإهمال والتقصير، ولكنه تعامل مع مصر كضحية لإرهاب يمكن أن تقع أي دولة أخرى ضحية له، مهما كانت قوية، وسيفسر البعض هذا بأن فرنسا تجامل مصر، ولم لا فالسياسة لها رأس وعقل، وليس لها جسد وقلب ومشاعر وأحاسيس، ولها أيضا أطراف تتحرك وتتفاعل وتتحالف مع مصالحها فقط.

كل دول العالم الغربي ستتفق في مبدأ واحد، هو الحفاظ على حياة رعاياها، ولا يمكن لفرنسا أن تغرد خارج السرب في هذا الأمر؛ مجاملة لمصر، فالمجاملة لها حدود، ولهذا نصحت رعاياها بعدم السفر لشرم إلا للضرورة القصوى، وهو إجراء وقائي حتى تنتهي الأزمة.. مع العلم أن مصر كانت في المنطقة الحمراء، وهي تعني منع السفر إلى مصر بعد ثورة يناير، ما يوضح أن فرنسا تحاول على استحياء ألا توتر علاقتها بمصر حاليا.
الجريدة الرسمية