رئيس التحرير
عصام كامل

على أمين يكتب: الجيل المنتصر

فيتو

في جريدة أخبار اليوم نوفمبر عام 1976 كتب على أمين مقالا تحت عنوان «الجيل المنتصر» قال فيه:

«انتظر كثيرًا من جيل أكتوبر، يكفى أنه صنع أول نصر عسكري مصرى منذ انتصارات الجيش المصرى في عهد محمد على، يكفى أنه حطم الأسطورة التي بنتها إسرائيل وصدقتها الدنيا.. هذا الجيل المنتصر هو القادر على المحافظة على الحرية والديمقراطية وسيادة القانون، فالحريات في حماية الشعوب لا حراسة الشرطة، واحترام القانون هو مهمة الملايين قبل مهمة القضاة، والديمقراطية تصمد للعواصف والأعاصير عندما تنبعث من الجماهير لا أن تمنح من الحكام.


وإذا كان في هذا الجيل بعض العيوب فهذا ليس ذنبه، وإنما هو ذنب مؤرخى السلطة الذين لم يعلموه تاريخ بلده الحقيقى، وحجبوا عنه بطولة هذا الشعب وكفاحه وصراعه جيلا وراء جيل.

هذا الجيل لم يعرف الحرية الحقيقية ولا الديمقراطية الحقيقية ولا سيادة القانون، لم ير عباس محمود العقاد وهو يتحدى الملك ويقول في البرلمان:إن الشعب مستعد أن يحطم أكبر رأس في سبيل المحافظة على الدستور، ولم يسمع عن وزير يستقيل وينشر على الشعب أسباب خلافه مع الحاكم.

لم ير زعماء ثورة 1919 وهم يتحدون أكبر إمبراطورية في العالم فيعتقلون فتحل محلهم طبقة تنفى إلى الخارج فتحل محلهم طبقة ثالثة ورابعة وخامسة لايخافون المشانق والمنافى وأحكام الإعدام. لم يروا عبد العزيز فهمى وهو يهاجم الملك فؤاد، لم يسمعوا السنهورى وهو يحكم بإلغاء تعطيل جريدة الاشتراكية بعد أن طالب الملك بتعطيلها لأنها هاجمته بأقسى العبارات.

لم يسمعوا السادات وهو يعلن بصوته قيام الثورة بعد أن استولى على محطة الإذاعة يوم 23 يوليو، ولم يسمعوا عبد الناصر وهو يعلن تأميم القناة أو وهو يخطب في الأزهر ويقول:سنقاتل..سنقاتل.

إن الجيل الحاضر يحتاج إلى أمثلة وقدوة في كل ميدان، وفى كل مكان يحتاج أن يرى أساتذة يعطونه المثل في الشجاعة والإقدام والصمود ونكران الذات، وهكذا نعيد الإيمان إلى بعض القلوب التي كفرت بكل شيء جميل في هذا البلد.
الجريدة الرسمية