«تكية عزب ومهجة.. جامعة الأزهر سابقًا».. «الطيب» يختار «مهجة» عضوًا احتياطيًا لوفد الأزهر بلجنة تعديل الدستور للمرة الأولى في تاريخ المؤسسة.. يدفع بزوجها لرئاسة الجامعة..
منذ أن تولى الدكتور عبدالحى عزب، رئيس جامعة الأزهر، مهام منصبه في الــ11 من أكتوبر قبل عام، أقسم على نفسه بأن يعمل على اتخاذ القرارات التي تصب في صالح الأزهر الشريف، وتسهم في الارتقاء بالعملية التعليمية، ما يؤدى إلى تخريج أجيال قادرة على التصدى للأفكار المتشددة، وتعليم الدنيا كلها سماحة الإسلام الوسطى.
إلا أن الحال تغير كثيرًا، بعد مرور عام على تولى الدكتور عبدالحى عزب رئاسة جامعة الأزهر، بسبب تدخل زوجته الدكتورة مهجة غالب في أغلب القرارات التي يتخذها، والتي كان آخرها مطالبته بتعيين صديقها وزميلها في لجنة تنمية البيئة وخدمة المجتمع الدكتور جمال عبدالحى الأستاذ بقسم البساتين بكلية الزراعة بالقاهرة، مستشارا له لشئون المدينة الجامعية للبنين بمدينة نصر، وهو الأمر الذي لم يرفضه "عزب"، وأصدر على الفور قرارًا بتنفيذ أوامر زوجته.
العين الحمراء
وتولت الدكتورة مهجة غالب منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة عام 2013، ومنذ ذلك الحين أظهرت العين الحمراء لطالبات الإخوان، وتصدت بقوة لكل محاولاتهم لاقتحام الكلية أكثر من مرة، ما جعلها أكثر العميدات استهدافًا من قبل طالبات الجماعة الإرهابية.
ونجحت "مهجة"، في التصدى لطالبات الإخوان بالحرم الجامعى والزود عن الجامعة أكثر من مرة، ورد لها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الجميل باختيارها عضوًا احتياطيًا لوفد الأزهر بلجنة تعديل الدستور، للمرة الأولى في تاريخ المؤسسة الدينية.
وازداد تألق، مهجة غالب، حينما طالبت وزير الداخلية من تلقاء نفسها، وعبر معظم وسائل الإعلام بضرورة وجود الشرطة داخل حرم جامعة الأزهر، لحماية الأساتذة، دون الانتظار لقرار مجلس الجامعة، ما جعلها تحظى بثقة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذي رد لها الجميل مرة أخرى، بترشيح زوجها الدكتور عبدالحى عزب، لمنصب رئيس الجامعة، في الساعات الأخيرة قبل غلق باب الترشح، وقدم عزب أوراقه، وتم اختياره رئيسًا للجامعة.
رد الجميل
ومنذ أن تولى الدكتور عبدالحى عزب منصبه، عمل هو الآخر على رد الجميل لزوجته، عن طريق إشراكها في معظم القرارات التي تتخذ داخل جامعة الأزهر، وحضورها للقاءاته مع الوفود التي يلتقيها بمكتبه بالمبنى الإدارى بمدينة نصر والمشاركة في صنع القرار، ما أدى إلى توتر العلاقة بينه وبين الدكتور إبراهيم الهدهد، والدكتور أحمد حسنى، نائبيه لشئون التعليم والطلاب وفرع البنات، واصطحابها معه لزياراته لتوقيع بروتوكولات مع المحافظات، والتي كان آخرها محافظة الوادى الجديد، وتنفيذ مطالبه حتى الآن بعدم تعيين عميدة لكلية الدراسات الإسلامية خلفًا لها، على الرغم من إحالتها إلى المعاش منذ أربعة أشهر.
ولم يكتف رئيس جامعة الأزهر، بذلك فحسب، بل قرر الذهاب لما هو أبعد من ذلك، عن طريق تعيين زوجته مستشارة له لشئون خدمة البيئة وتنمية المجتمع، بعد أربعة أشهر من إحالتها للمعاش، في مخالفة صريحة وواضحة للقانون.
ومخالفات رئيس جامعة الأزهر، لم تتوقف عند زوجته، بل امتدت أيضًا لتشمل مدير عام إدارة المتابعة بالجامعة زينب أبوالمعالى، والتي قرر تعيينها مستشارة له لشئون "فالكون"، لتكون حلقة الوصل بينه وبين الشركة المشرفة على دخول وخروج الموظفين والطلاب وأعضاء هيئة التدريس، على الرغم من وجود اللواء مجدى عباس، مدير الأمن الإداري بالجامعة، والذي يقوم بتلك المهمة بالفعل.
مخالفة رابعة
وفى مخالفة رابعة للقانون، قرر الدكتور عبدالحى عزب، تعيين الدكتور توفيق نور الدين، مستشارًا له لشئون الدراسات العليا والبحوث، على الرغم من إحالته للمعاش نهاية يوليو الماضي، بعد أن كان يشغل منصب نائب رئيس الجامعة للمنصب ذاته.
وفى الوقت نفسه، أكد مصدر مطلع باللجنة القانونية بجامعة الأزهر، أن الدكتور عبدالحى عزب خالف القانون أكثر من مرة منذ توليه منصبه وحتى الآن، ولم يقم أيا من نوابه أو المستشار القانونى للجامعة بالاعتراض على ذلك.
وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لـ«فيتـو»، أن معظم القرارات التي اتخذها رئيس جامعة الأزهر بتعيين مستشارين له باطلة ومخالفة للقانون، ولا يحق له اتخاذها، إلا أن المجاملات ضغت على ذلك، وجعلته يخالف القسم الذي أداه حين توليه منصبه.
محاولة للتشهير
ومن جانبه علق الدكتور عبدالحى عزب رئيس جامعة الأزهر، على تناول وسائل الإعلام لخبر تعيينه زوجته مستشارة له، بأنها محاولة للتشهير به.
وقال رئيس جامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ«فيتــو»، إن اختيار الدكتورة مهجة مستشارة له لشئون خدمة البيئة وتنمية المجتمع، جاء لنشاطها الدءوب في هذا المجال، مع لجنة البيئة بالجامعة، وليس لكونها زوجته.
وأضاف "عزب"، أن السيرة الذاتية لزوجته، حافلة بالإنجازات، فهى التي تصدت لطالبات الإخوان في أوج قمتهم وعنفوانهم، ولم تعر تهديداتهن لها أي اهتمام، مشددًا على أنه لم يجد أكفأ منها، لإسناد ذلك المنصب إليها.