صدمة بوتين وتحرك السيسي والإنقاذ العاجل للموقف!
الأحداث تتطور بأقصى سرعة حتى أنها تجاوزت القرار الروسي بوقف الرحلات إلى مصر، إلى الاتفاق بين السيسي وبوتين باستئنافها في أسرع وقت.. وربما تغير ذلك أيضا إلى حدث جديد عند نشر هذه السطور في موعدها اليومي في تمام الثانية عشرة ظهرا.. لكن لا بد من الاعتراف بأن سببا مهما جدا كان وراء القرار الروسي، خصوصا أن أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية لجأت فيما يبدو إلى نظيرتها الروسية، وقدمت لها ما اعتبرته شواهد على عمل إرهابي كان وراء سقوط الطائرة، منها ما تردد عن رصد بعض مظاهر التراخي الأمني في مطاري الغردقة وشرم الشيخ، وقيل أيضا إن تجربة لتهريب بعض الأشياء قامت بها المخابرات البريطانية وصورتها بالكامل وأعطت نسخة من التسجيل للمخابرات الروسية، كما قيل إن الصندوق الأسود الثاني يحوي تسجيلات تخص تفجيرا مفاجئا أدى لسقوط الطائرة، وهنا نتوقف للملاحظات التالية:-
- الصندوق الأسود الثاني دائما ما يكون لرصد حركة الأجهزة داخل الطائرات، وليس تسجيلا للأصوات مثل الصندوق الأسود الأول!
- القرار الروسي يقول نصا إنه "من الأفضل وقف الرحلات إلى مصر إلى حين التأكد من سبب سقوط الطائرة"، وهو ما يعني أن الأدلة المقدمة لم يثبت منها سبب سقوط الطائرة!
- بوتين ضابط المخابرات السابق، يدرك جيدا نفوذ هذه الأجهزة في بلاده ولا يمكنه الدخول في معركة معها في ظل معاركه المتعددة، ومنها الضغوط الغربية التي تصل إلى حد الحرب ضده بسبب موقفه وتدخله في سوريا!
- السبب الأخير ربما يكون سببا لقيام بوتين بامتصاص الغضب الروسي الداخلي؛ لعدم التوصل إلى نتيجة حتى الآن في تحقيقات الطائرة، ويؤكد عدم استمرار الموقف الروسي بمنع السياحة لمصر للأسباب الآتية:-
- لو أسقطت الطائرة بعمل إرهابي، فالأمر لا يدين مصر وحدها وإنما موقف بوتين أيضا من سوريا، وبالتالي فالعمل موجه له هو أيضا وسبق أن حذرنا قبل فترة من احتمال تعرض روسيا لموجة إرهابية وإعلامية!
- السياح الروس هم الأكبر في مصر، وبالتالي فهم الأكبر من حصة شركات السياحة الروسية، وبالتالي فسوف تمارس هذه الشركات ضغوطا كبيرة ضد القرار!
- تحتاج روسيا لمصر في التحالف ضد الإرهاب في الشرق الأوسط وفي سوريا والعراق تحديدا!
السؤال الآن: هل نرجح العمل الإرهابي في حادث الطائرة؟
الإجابة: نرجح المؤامرة لمعاقبة مصر وبوتين، وإفساد تحالفهما، لكن المنطق يقول إن أي عمل إرهابي - وقلنا ذلك سابقا - يكون هدفه الانتقام أو الاحتجاج من جهة ما أو ضدها، وبالتالي فلا بد من رسالة محددة من أي عملية إرهابية، وبالتالي فلا بد من مرسل لها، وبالتالي فلا بد من الإعلان عنه وعن أسبابه وعمن يقف خلفه، أما أن يكون هناك عمل إرهابي سري بلا صاحب فهو كلام لا علاقة له بالمنطق، ولذلك فطالما لا يوجد من يعلن عن تبنيه للعملية حتى اللحظة فلا يوجد عمل إرهابي حتى اللحظة.. بل حتى العمليات الإرهابية التي تقوم بها أجهزة المخابرات فإنها تدفع عملاءها من الجماعات الإرهابية إلى التبني الوهمي لها أو حتى صناعة جماعة وهمية لتتبنى العملية!
الآن.. ما الحل العاجل؟.. نقول: تسهيلات فورية وعروض مغرية جدا لبقاء الأفواج الروسية في أماكنها بالغردقة وشرم الشيخ، كعروض بأسبوع إضافي بمصاريف رمزية مثلا، وزيارات شعبية للتجمعات الروسية.. ثانيا الاستعداد بوفود بديلة إلى شرم الشيخ كرحلات خاصة للأشقاء العرب، تشجعها حفلات لنجوم عرب ومصريين، وكذلك رحلات في إجازة منتصف العام للمصريين في الخارج أو في الداخل، وغيرها من الإجراءات العاجلة التي ينبغي أن يتم الإعلان عنها خلال ساعات وليس أيام.. أما الكلام عن الاختراق الأمني في المطارات وغيره من اختراق الطابور الخامس لمرافق عديدة في الدولة، تحتاج إلى البتر والحسم من السيسي شخصيا.. فسنتحدث عنه في مقال قادم.. أو ربما المقال القادم مباشرة!