رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. منطقة أتريب الأثرية بـ«بنها» تتحول إلى مأوى للخارجين على القانون.. القمامة تحاصر التماثيل والنقوش الفرعونية.. المنطقة تعرضت للسرقات المتكررة.. والأهالي يطالبون محافظ القليوبية بالتد

فيتو

تحولت منطقة أتريب الأثرية بمدينة بنها التابعة لمحافظة القليوبية إلى مقلب للقمامة ووكر للبلطجية ومتعاطى المخدرات بسبب تقاعس المسئولين في المحافظة عن الاهتمام بها ووضعها على الخريطة السياحية.


الآثار الفرعونية
وقال محمد محمود "مدرس تاريخ" إن منطقة تل أتريب ببنها أحد المعالم الأثرية المهمة في مصر، مشيرا إلى أن تاريخها برجع إلى العصر الفرعوني وتحتوي على آثار ومنشآت معمارية مهمة اكتشفت بعضها بعثة ألمانية في عام 1937 حين عثرت على مسلتين وتمثال لأسد، وأكد أن حمامات أتريب كان يجتمع فيها الأهالي للحديث والنقاش وليس فقط للاغتسال، منوها إلى أن كلمة أتريب مشتقة من الاسم المصري القديم "حت حري إيب" أي الإقليم الأوسط إذ يعتقد الفراعنة أن الجزء الأوسط من جسد الإلهة أوزوريس مدفون فيها.

وأضاف السيد فرغلى، أحد أهالي مدينة بنها، أن منطقة تل أتريب تحولت إلى مقالب للقامة خاصة بعد التعديات السكانية بالمنطقة فضلا عن تحويلها إلى وكر لأطفال الشوارع ومدمنى المواد المخدرة فيختبئون وسط المنطقة للتخفى من أعين الشرطة، مشيرا إلى أن وزارة الآثار لم تفعل شيئا لحمايتها بدليل صدور قرار بإنشاء سور حول المدينة لحمايتها من قطاع الطرق ومحاولة إعادة قيمتها الأثرية لكن إلى الآن لم يتم اتخاذ خطوة إيجابية واحدة حتى الآن.

وأكد عدد من سكان محيط تل أتريب أن المنطقة الواقعة في حيزها هذه الآثار والتي تبلغ مساحتها 3 فدادين وقيراطين تعرضت للنهب والحفر العشوائي في فترات مختلفة، وتم استخراج بعض المقتنيات والعملات الأثرية منها ولم يتبق من آثار هذه المدينة التاريخية إلا التلال وبقايا قطع أثرية وأعمدة وتابوت من الحجر الجيري ومقبرة واحدة مغلقة، وتضاف إلى معالم الإهمال اللاحق بالمكان النهضة العمرانية في محيطه فارتفعت الأبراج السكنية ولم يعد يفصلها عن منطقة الآثار أي فاصل.

وأبدت إحدى المواطنات وتعمل أستاذة جامعية رفضت ذكر اسمها استياءها من هذا الوضع الذي لا يليق أبدا بسمعة مصر الثقافية مشيرة إلى أنها كانت في زيارة للموقع لتعريف أبنائها بهذه الآثار التي قرءوا عنها في كتب التاريخ التي درسوها بالمرحلة الابتدائية إلا أنها فوجئت بهذه الفاجعة.

انتشار القمامة
وأكدت أن الآثار تملؤها العشش والقمامة ويرجع إليها ليلا الخارجون على القانون ومتعاطو المخدرات حتى أن الشارع الجانبي الذي تمتد به ليس به إضاءة ويخاف الناس من المرور فيه على الجانب الآخر.

وطالب أهالي مدينة بنها المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية بالتدخل وسرعة إنشاء متحف مفتوح لجمع ما تبقى من الآثار وترميمها وتكليف حارس وموظفين من الآثار لحراسة المنطقة وكذلك البدء في تشييد قواعد للأعمدة الرخامية بدلا من تركها ملقاة على الأرض وإضاءة المعروضات الأثرية لتوضيح قيمتها الفنية والأثرية والزخارف والنقوش المكتوبة عليها بعد أن تعرضت للإهمال.
الجريدة الرسمية