رئيس التحرير
عصام كامل

العلماء يكتشفون كيف تقوي الأسماك حاسة الإبصار

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يستعين سوبرمان برؤيته الثاقبة عندما تستدعي الضرورة ذلك.. لكن اتضح أن بعض الأسماك والبرمائيات تستخدم في الحياة الواقعية قدرة تكاد تكون خارقة على الإبصار.


قال الباحثون أمس الخميس: إن هذه الكائنات التابعة للمملكة الحيوانية يمكنها أثناء السباحة في بيئات المياه العذبة العكرة بالأنهار والقنوات، إفراز إنزيم في العين يشحذ قدرتها على الإبصار بصورة ملموسة، بما في ذلك رؤية الأشعة تحت الحمراء وسط الأوحال والطين.

ويرتبط هذا الإنزيم - المعروف باسم (سايب 27 سي1) - بفيتامين (ا) المعروف بقدرته على تقوية حدة الإبصار، حتى وسط الأضواء الخافتة.

وفيتامين (ا) مكون أساسي في الصبغات المسئولة عن تسهيل عملية الرؤية في أنسجة العين، وبالاستعانة بهذا الإنزيم تتمكن الأسماك والبرمائيات من ضبط الإبصار لديها على نحو يتوافق مع كمية الضوء في البيئة المحيطة بها.

ومن الوجهة الكيميائية، فإن إنزيم (سايب 27 سي1) يحدث تعديلا طفيفا في جزيئات مكونة لفيتامين (ا) ليحولها من الصورة فيتامين (ا- 1) إلى فيتامين (ا-2)، ما يغير من حساسية مستقبلات الإضاءة في العين إلى الموجات الطويلة الأشد مثل الأشعة الحمراء وتحت الحمراء.

ويفسر ذلك كيف يتسنى لأسماك المياه العذبة مثل السلمون أن تكيف الرؤية بسلاسة أثناء خروجها من مياه المحيطات؛ حيث تصبح أشعة الضوء في البيئة المحيطة بلون أخضر مائل للزرقةـ وأيضا أثناء دخولها ممرات مائية داخلية؛ حيث تميل أشعة الضوء بالبيئة إلى اللون الأحمر والأشعة تحت الحمراء في نهاية ألوان الطيف.

وهذه القدرة مهمة أيضا بالنسبة إلى البرمائيات التي تنتقل من الرؤية على البر إلى الرؤية تحت الماء.

وقال جوزيف كوربو، عالم الأمراض والإبصار في كلية الطب بسانت لويس بجامعة واشنطن "تميل المياه العذبة إلى أن تكون أكثر عكارة عن البيئات الأخرى، وهذه العكارة ترشح الموجات القصيرة من الضوء - ذات الألوان الزرقاء والخضراء والصفراء - تاركة الموجات الأطول وهي الحمراء ثم الأشعة تحت الحمراء".

وقال "لا نعرف متى أسفر التطور عن تخليق إنزيم (سايب 27 سي1) الذي أصبح مسئولا عن هذه الوظيفة اليوم، لكن حقيقة أن هذا الإنزيم تستخدمه الأسماك والبرمائيات معا يشير إلى أن هذه الوظيفة نشأت منذ مئات الملايين من السنين".

ورصد الباحثون هذا الإنزيم لأول مرة، لدى الأسماك الصغيرة العادية المخططة بالمختبر ثم رصد في الضفادع فيما بعد، ولدى البشر نسخة من الجين الذي يتحكم في هذا الإنزيم لكنه غير نشط في عين الإنسان.

وقال كوربو، في الدراسة التي وردت بدورية (كارانت بيولوجي): إن بالامكان الاستعانة بهذا الإنزيم، بالإضافة إلى الأجهزة الخاصة بالوراثة البصرية، ما يتيح للعلماء فتح وإغلاق نشاط الخلايا العصبية البصرية حسب شدة الضوء، في نهج جديد لعلاج الأمراض العصبية وتلك الخاصة بالعمى.
الجريدة الرسمية