رئيس التحرير
عصام كامل

موت السياسة (4)


السياسة حتى بعد 25 يناير كانت تعانى موتا سريريا باستثناء فعل واحد لها هو الفعل الاحتجاجى.. حتى الوعى السياسي كان يشوبه الكثير من ضبابية الرؤية، الأمر الذي دفع قطاعا من النخبة السياسية لتأييد جماعة دينية فاشية، والمساهمة في إيصال مرشحها إلى سدة الحكم، ودفع أعداد من الناخبين لمنح أصواتها لهذا المرشح إما مقابل بعض كميات من الزيت أو السكر والشاى والبطاطس أو أملا في أن تظفر البلاد بحكم يراعى الله في المواطنين.


ربما بعد أن تراجع هذا الفعل الاحتجاجى رأى البعض أن السياسة قد ماتت رغم أنها تعانى موتا سريريا طوال الوقت بغض النظر عن كثرة الأحزاب والحركات ومنظمات المجتمع المدنى التي أنشئت.. وقد يرجع البعض تراجع الفعل الاحتجاجى إلى صدور قانون التظاهر الذي لا يلقى قبولا من الراغبين في دوام الفعل الاحتجاجى أو يختزلون العمل السياسي كله في هذا الفعل وحده..

لكن في الحقيقة أن السبب الأكبر في تراجع الفعل الاحتجاجى هو حالة السأم الاحتجاجى التي أصابت قطاعات ليست بالقليلة من الشعب بعد إجهاد طالها من استمرار الاحتجاجات عدة سنوات بشكل متصل.

إذن موت السياسة ظاهرة مصرية، لا ترتبط بالحكم الحالى، وإنما ترتبط أساسا بعدم وجود كيانات سياسية فاعلة لدينا.
الجريدة الرسمية