البرلمان بين تفاؤل «أبو العلا» ومحدثي الحصانة!
كتبت أكثر من مرة عن الانتخابات البرلمانية، وكانت رؤيتى سلبية، إلى أن استمعت بالصدفة إلى العضو البرلمانى عن دائرة 6 أكتوبر واعتقد الواحات أيمن أبوالعلا، ووجدت روحا وكلاما جديدا ومشجع جدا، لدرجة أننى تساءلت كيف لم أنتبه إلى هذه الأشياء التي تحدث عنها أيمن أبو العلا، على سبيل المثال قال: مجرد أن تكون هناك عناصر ناجحة متنوعة من كل ألوان الطيف من أسماء شابة جديدة، ونجاح للمرأة في أماكن عدة وخاصة منطقة مثل لإمبابة التي نجحت منها سيدتان، ونجاح مرشحين مسيحيين كل هذا أمر يدعو إلى التفاؤل والأمل والتمسك بالدور الوطنى للبرلمان. وعن أعضاء الحزب الوطنى الذين نحجوا قال أيمن أبو العلا: كل الأسماء التي نجحت لا يوجد أحد منهم ملوث في أي قضية من قضايا الفساد!!
هذه الكلمات جيدة وتنم عن روح جديدة أتمنى أن تتسرب وتنتشر بين الجميع سواء النواب أو الشعب، ولكن هذا التفاؤل الذي زرعه أيمن أبو العلا داخلى انتزعه وبشدة الأعضاء الجدد الآخرين، وخرجت تصريحاتهم الغريبة قبل حلف اليمين، أحد هؤلاء أعلن منذ البداية أنه لا يوافق على استمرار الحكومة بتشكيلها الحالى!! الأخ العضو نسى أنه دستوريا لا بد أن تقدم الحكومة استقالتها وسيتم تكليف رئيس وزراء جديد أو تجدد الثقة في الرئيس الحالى، وبالتالى التصريح يعبر عن جهل أو منظره لا قيمة لها، وعضو آخر يعلن الدستور لابد من تعديله، ويرد عليه آخر لن يتم المساس بالدستور، وهناك من بعيد يدشن جماعة تطلق على نفسها "جماعة حماية الدستور"! ولكن عضو من الوادى الجديد أفحم الجميع وقال: إنه لم يقرأ الدستور وإن شاء الله سيقرؤه!
أما العضو الذي ذهب للمجلس راكبا دراجة، وعندما سئل قال لأننى أمثل الشعب وإحساسا بمعاناته! بداية لو أن هذا الأمر طبيعيا والمجتمع يتقبله بشكل طبيعى يكون مقبولا، ولكن المزايدة بالادعاء أنك من الشعب وإحساسك بهم هو الذي دفعك فهذا أمر مرفوض، وإلا فإن نائب قريتى عم بلال لو نجح في الانتخابات يركب الحمارة الخاصة به ويدخل بها المجلس معلنا أنه يمثل الفلاحين والغلابة في القرى والعزب التي يمثلها!!
هذا كله قبل أن نستكمل الانتخابات، والناجحون أقل من نصف عدد مجلس النواب المحترم، يعنى ما زلنا لم نستخرج كارنيه العضوية ولم نقسم اليمين والمسائل ماشى بمنطق " زغردى يلى منتش غرمانة ".. أكيد نحن شعب بلغ من الرفاهية لبيع الكلام والوهم للإعلام.. ومنه للناس التي لا تطيق هدومها من الغلاء الذي يكوى البطون..!
معظم القضايا التي يثيرها الأعضاء الجدد هي قضايا وهمية على أرض الواقع، أو مشاكل ليس زمانها أو مكانها وهى ناشئة من شعور داخلى بأن العضو لا بد أن يظهر بأنه معارض وله آراء مثيرة للجدل في الإعلام وأمام شاشات التليفزيون، ظنا من العضو أن هذه رسالة إلى أهل دائرته أنه مصحصح..!
الحقيقة احترت واحتار دليلى بين رؤية متفائلة وبين عبث المحدثين نعمة العضوية والحصانة، لكن نظل متمسكين بالأمل وأن مصر الغد أحسن بإذن الله..