رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء: ضغوط خارجية وداخلية تمنع مرسي من الوفاء بوعوده تجاه القضية الفلسطينية

الكاتب والمحلل السياسي
الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر

رصد خبراء لوكالة أنباء الأناضول طبيعة العلاقة بين مصر وحماس في ظل رئاسة الرئيس مرسي, وأوضحوا أن الضغوط الداخلية والخارجية هي التي تمنع الرئيس مرسي من مد يد المساعدة لحركة حماس, وأنه ينتظر استقرار الأوضاع لديه حتى لا يفسر بكونه رئيس إخوانيًّا ووقتها ستتغير طريقة تعامله معهم. 

الكاتب والمحلل السياسي، عدنان أبو عامر قال للأناضول إن طبيعة العلاقة بين حركة حماس ومصر تربطها المصالح السياسية المشتركة؛ حيث ترغب مصر أن تكون غزة منطقة آمنة حتى لا تمثل ثغرة أمنية تخترق خلالها الحدود المشتركة.

وقال: "حماس ترى أن مصر في العهد الجديد نافذة لفك حصار غزة وتحاول من خلالها فتح المزيد من النوافذ إلى العالم الخارجي بعد سنوات من الحصار".

وأوضح أن بعض الاعتبارات المصرية الداخلية والخارجية تمنع الرئيس مرسي من تنفيذ وعوده تجاه قطاع غزة ومنها وجود فلول النظام السابق في مفاصل الدولة وبعض العلاقات الخارجية مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول المنطقة.

وأضاف أن "مرسي" يتخوف من أن يكون رئيسًا إخوانيًّا قبل أن يكون رئيسًا مصريًّا؛ لذلك ليس بالضرورة عليه أن ينفذ وعوده تجاه غزة دفعة واحدة, وقال: هناك ضغوط داخلية وخارجية واضحة على مرسي تجعله مترددًا بعض الشيء في تحقيق وعوده.

وأضاف المحلل السياسي: هناك نوع من العتب والاستياء لدى حركة حماس والشعب الفلسطيني في غزة من الدولة المصرية لكن هذا العتب سيتراجع إذا استطاعت مصر تجاوز أزماتها الداخلية والخارجية والتخلص من الضغوط الواقعة عليها.

وطالب"أبو عمر" حماس والفلسطينيين أن لا يحمّلوا المصريين فوق قدرتهم فهم لديهم اعتبارات داخلية وخارجية، ومرسي هو رئيس مصري وليس رئيس فلسطيني، ويجب منحه الوقت الكافي ليدير شئونه على نار هادئة وعلى حماس أن تقتنع أن الرئيس مرسي إذا كان قويًّا داخليًّا فسيكون قويًّا خارجيًّا.

وسام عفيفة، رئيس تحرير صحيفة الرسالة المقربة من حركة حماس، قال للأناضول: "إن حماس اكتشفت أن سقف التفاؤل الذي وضعته عندما فاز محمد مرسي بانتخابات الرئاسة كان كبيرًا وأنه من المبكر الحديث عن رفع لحصار غزة وتسهيلات أكبر فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين حماس ومصر".

وأضاف أنه بعد تولي مرسي لم تتغير أشياء كثيرة على صعيد العلاقات الفلسطينية المصرية فالحصار بقي على ما هو عليه ولم تقدم القيادة المصرية تسهيلات كبيرة على معبر رفح بل بدأت بهدم الأنفاق الحدودية، لذلك وصلت رسالة لحماس أن المتغيرات لن تكون سريعة كما توقعوا سابقًا.

وأشار إلى أن حماس لا تريد وضع الرئيس مرسي في حرج لإدراكها أنه يتعرض لضغوط خارجية وداخلية كبيرة تمنعه من تنفيذ وعوده المتعلقة بالقضية الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزة على وجه التحديد.

وأوضح رئيس تحرير صحيفة الرسالة أن هناك الكثير من الأطراف المصرية والعربية والدولية التي تحاول أن تصطاد المواقف للرئيس محمد مرسي خاصة تلك المتعلقة بحركة حماس، متوقعًا أنه في حال استقرار الحكم للرئيس مرسي وتقلص حجم التهديدات والأخطار الداخلية فإنه يمكن أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على طبيعة العلاقة بين حركة حماس ومصر مستقبلًا.

وأشار إلى أن حماس تنتظر تحسنًا أكبر في العلاقات مع مصر في المستقبل رغم أن الحاضر والواقع اليوم لم يمنحها شيئًا مما كانت تأمله في الماضي، موضحًا أن القوى الدافعة للرئيس مرسي والداعمة له وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين تعتبر أن هناك التزام أخلاقي ووطني تجاه القضية الفلسطينية وقطاع غزة على وجه التحديد وحماس تتفهم هذا الأمر وتتوقع تحقيق إنجازًا كبيرًا في العلاقة مع مصر مستقبلًا.

وأشار عفيفة إلى أن "مرسي لديه هموم وأزمات ومشاكل داخلية كبيرة ومتصاعدة ومتشابكة تمثل أهم أولوياته في الوقت الحالي"، مستبعدًا أن يكون ملف قطاع غزة وحركة حماس يحتل أولوية كبيرة بالنسبة لمرسى الآن.

وأوضح أن"مرسي" يحاول تجنب أي صدام الآن مع الجانب الأمريكي أو الأطراف الداخلية بسبب مواقفه من الفلسطينيين ومن حركة حماس التي لا زالت الولايات المتحدة والغرب يعتبرونها من الجماعات الإرهابية، وهو بذلك يتبع سياسة النفس الطويل في علاقاته مع حركة حماس والقضية الفلسطينية ويعتبر أن التغيير لا يتم في ليلة وضحاها.

ومن جانبه قال القيادي في حركة حماس، يحيى موسى: نحن نقدر أن مصر تعاني من ظروف معقدة جدًّا في الداخل وأن هناك صعوبات تواجه الثورة المصرية وعليه فإن هذه الصعوبات تنعكس بشكل أو بآخر على العلاقة بين فلسطين ومصر.

وأضاف أن هناك أطرافًا دولية تضغط في اتجاه إبقاء هذا الحصار، وهناك أطراف فلسطينية ممثلة برئيس السلطة محمود عباس تحاول أن تقنع القيادة المصرية أن أي انفراج في العلاقة مع قطاع غزة ستنعكس سلبًا على المصالحة وسيكون لها آثار سلبية على الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية.

وأكد أن هناك عناصر في الأجهزة الأمنية المصرية لا زالت تابعة للنظام السابق ولم تغادر مواقعها ولديها إستراتيجية تعتبر أن أي انفراج في العلاقة مع غزة يعني أن تلقى الأخيرة في أحضان مصر.

وأوضح أن حركة حماس تحاول أن تطور علاقتها مع القيادة المصرية، قائلاً "كلما امتلكت مصر إرادتها السياسية كلما تعافت اقتصادياً كلما كانت على علاقة أكبر مع الشعب الفلسطيني".

 

الجريدة الرسمية