رئيس التحرير
عصام كامل

"الأطباء": وفاة داليا محرز حلقة في سلسلة ضحايا المهنة السامية

الطبيبة الشابة داليا
الطبيبة الشابة داليا محرز

أكد الدكتور هانى مهنى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، أن الأطباء في مصر يعملون في ظروف هي الأسوأ والأخطر على الإطلاق، دون ساعات عمل محددة أو أجر عادل.


وأكد في تصريحات صحفية له اليوم أن الأطباء يوميًا يواجهون غضب المواطن الناقم على تدنى الخدمات الصحية المقدمة، وانعدام التنسيق بين المستشفيات في حالات الطوارئ، وندرة الحضانات وأسرة العناية المركزة وغيرها من أزمات سبّبها بشكل أساسى تدنى الإنفاق الحكومى على القطاع الصحى عموما وغياب الرؤية للإصلاح الجذرى لأزمة الصحة في مصر.

وأكد أن 19 جنيها شهريا هو بدل العدوى الشهرى الذي يحصل عليه الطبيب بدلا عن إصابته بالفيروسات والأمراض المعدية المختلفة التي تتدرج في الخطورة وصولا إلى الإيدز وهو ما حدث بالفعل من قبل لأحد الأطباء الذي وخز بإبرة ملوثة بدم مريض مصاب بالإيدز دون أن يعلم.
وأشار إلى أنه حتى الوسائل الأكثر بدائية "ماسكات الوجه والسوائل المطهرة والقفازات المعقمة "لمكافحة العدوى يواجه الطبيب صعوبة بالغة في الحصول عليها.

وأكد أن وفاة الدكتورة داليا محرز، وهى طبيبة شابة من الإسماعيلية 28 عاما، وزوجة وأم لطفل صغير، لم تكن الأولى وقطعا لن تكون الأخيرة في سلسلة ضحايا المهنة السامية في مصر.

وأضاف أنها منذ أسبوع أصيبت الطبيبة بعدوى التهاب سحائى ( التهاب في الأغشية المحيطة بالمخ ) أثناء عملها بإحدى القوافل الطبية بالإسماعيلية لتصعد روحها إلى بارئها بعد دخولها العناية المركزة في غيبوبة كاملة وقد تكفل أهل الفقيدة بمصاريف علاجها الباهظة بالكامل في ظل غياب الرعاية الطبية اللائقة لمرضى الأطباء.

وأشار إلى أن حياة عشرات الآلاف من الأطباء يوميا تتعرض لخطر الإصابة بخليط من الفيروسات والأمراض القاتلة أبسطها الفيروسات الكبدية المزمنة وتتدرج الخطورة حتى تصل كما في حالة الدكتورة داليا محرز- رحمة الله عليها- إلتهاب سحائى قاتل.

وتساءل أبرة وخزت طبيبا يوما ما لتصيبه بفيروس سى اللعين وهو يحاول إنقاذ أحد المرضى ماذا قدمت الدولة لهذا المصاب، وهل تكفى أموال الدنيا كلها لتعويضه عن خسارته لصحته، فهل تساوى حياة الطبيب المصرى 19 جنيها، أم كتب على الطبيب المصرى أن يعمل بأجر زهيد ليموت في النهاية من العدوى بلا مقابل ؟
الجريدة الرسمية