رئيس التحرير
عصام كامل

موت السياسة (3)


النشاط السياسي ازدهر بعد تنحي مبارك في إطار واحد، وهو المجال الاحتجاجي.. فقد شهدت البلاد احتجاجات مستمرة وواسعة ومتنوعة، بعضها أطلق عليه احتجاجات فئوية، تستهدف تنفيذ مطالب تخص بعض الفئات، وبعضها كان له أغراض سياسية واضحة.. لكن هذا الفعل الاحتجاجي الواسع المتسع والمنتشر، لم يتحول إلى فعل سياسي منظم واضح ومؤثر، رغم كثرة الأحزاب التي تم تأسيسها، وأيضا كثرة الحركات السياسية التي تم إنشاؤها، فضلا بالطبع عن الجمعيات الأهلية الكثيرة التي تم الترخيص بها.


حتى الحزب الذي أنشأه الإخوان، وهو حزب الحرية والعدالة كان بمثابة مجرد لافتة وقسم من أقسام الجماعة، قياداتها هي التي تحركه وتحدد مواقفه ومرشحيه سواء في انتخابات التي تمت برلمانية أو رئاسية.

أما حزب النور الذي جاء في الانتخابات البرلمانية، الحزب الثاني بعد حزب الإخوان، فإنه كان كيانا دينيا يتمسح بالسياسة ويختفي في أروقتها.. بينما الأحزاب المدنية الأخرى التي تم تأسيسها، فهي باستثناء حزبين هما حزب المصريين الأحرار والحزب المصري الديمقراطي، فقد ولدت ميتة..

حتى حزب الدستور الذي أسسه البرادعي، وتحلق حوله شخصيات ليبرالية عديدة، فهو أبعد من أن يكون حزبا، وأقرب من اعتباره حركة احتجاجية.. لذلك كان ملفتا للانتباه أن معظم الأحزاب المدنية لم تكن متحمسة لإجراء أي انتخابات، وخاصة الانتخابات البرلمانية، وطالبت دوما بتأجيلها.. ونكمل غدا
الجريدة الرسمية