رئيس التحرير
عصام كامل

حقا.. الرئيس يتفسح في لندنستان!!


تمثل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الإخوانية لندن، الشهيرة بـ"لندنستان"، انقلابا بحد ذاتها على زيارة رئيس الوزراء البريطاني المحافظ ديفيد كاميرون، إلى ميدان التحرير وقت أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١، وبعد تخلي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن السلطة طوعا، ليحكم المجلس العسكري الأعلى البلاد.

تأتي الزيارة تحت الرقم ٢٣، في عدد رحلات الرئيس في مهام عمل حول العالم من أجل مصر، والتعريف بالسياسات الوطنية، ودحض مزاعم الإخوان، وعرض فرص الاستثمار في مصر والتأكيد على أن الرئيس يمثل ثورتي الخامس والعشرين من يناير، والثلاثين من يونيو، وأنه ليس في عداء مع الشباب، وأن خصومة مصر الوحيدة هي مع الإرهاب أيا كان مصدره!

بينما استقبلت لندن رئيس مصر استقبالا رسميا يليق بتاريخ وعلاقات البلدين، فإن جماعات الإخوان التي اتخذت من لندن مع تركيا، مقرا للتخطيط الدولي ضد مصر، لم تنم الليل ولا النهار طيلة الأسابيع التي سبقت زيارة الرئيس إلى العاصمة البريطانية - أمس - وبالطبع عكست صحف وعكس نواب بريطانيون ما يمكن وصفه بالضغوط والميول الإخوانية ضد رئيس مصر، وفي القلب من هذه الصحف، تبرز صحيفة الجارديان، التي مضت تسخر من هرولة رئيس الحكومة البريطانية لاستقبال رجل عسكري أشرف على عزل رئيس إخواني!

قالت ترهات وأكاذيب أخرى، لا نرى من جدوى لإعادة نشر أناشيد الإخوان مدفوعة الأجر، لكن من الواضح أن الغل والمال، جعلا من التقرير تحريضا ضد مصر.

لا يسافر الرئيس شرقا وغربا إلا لتسويق مصالح مصر، والتعريف بأن ثورة الثلاثين مليونا في الثلاثين من يونيو هي ثورة شعبية استدعى فيها الشعب أبناءه في القوات المسلحة؛ للحفاظ على الهوية المصرية من براثن جماعات التخلف والردة الإسلامية.

حقق الرئيس السيسي نجاحات قوية، بعفوية سياسية مدروسة، حين أحدث انقلابا بالفعل في الموقف الألماني، ومن قبله الإيطالي، والإسباني، والفرنسي، وسوف يحقق النجاح المنشود لمصر في قلب العاصمة التي طالما فتحت أبوابها لجماعات الظلام حتى اكتوت بنيرانها.

من أيام مبارك، وفي السنوات العشرة التي ضرب فيها الإرهابيون مصر، كانت مصر تحذر لندن من توفير الملاذ السياسي والقانوني والمعيشي للإرهابيين؛ لأن نيران الإرهاب سوف تحرقهم في نهاية المطاف، وهو ما وقع بالفعل لكن في نيويورك وواشنطن، فيما يعرف بتفجيرات ١١ سبتمبر الإرهابية، التي بدورها ولدت حزمة السياسات الإرهابية للخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، وجرى ويجرى تنفيذها منذ غزو العراق إلى غزو ليبيا، وحرق سوريا، وتحريض الخونة من النوشتااااء، والتحالف مع الإخوان!

واليوم، وحين تفتح لندن ذراعيها لاستقبال رئيس مصر، فإنها تعترف بأن مصر قوية، وذات هوية، وشعبها شعب واحد، وجيشها يموت فداء له، ولا يرضى بطلقة رصاص واحدة تسدد إلى صدر أبنائه!

بهذه الزيارة، تسقط آخر حصون الإخوان، عبر مصر الدولة ومصر الرسمية، ويبقى من المنطقي، أن تبادر الحكومة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد أعمال التحريض التي تمارسها العصابة الإرهابية في لندنستان، مستهدفة تقويض الأمن والاستقرار في مصر، القاعدة الجنوبية لأوربا في البحر الأبيض المتوسط!
الجريدة الرسمية