رئيس التحرير
عصام كامل

الطائرة الروسية ومخطط «اصطياد» مصر!


محمد صلاح سلطان الذي تضامن مع قضيته كثيرون من المغفلين، يطالب أمس في جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي، بقطع المساعدات الأمريكية على مصر.. هو مواطن أمريكي على كل حال، ومن حقه أن يطلب من بلده قطع المعونات عن بلادنا.. لا بأس لكن تزامن الأمر نفسه مع فرضية أمريكية تقول إن الطائرة الروسية ربما تكون قد "أسقطت بقنبلة"!


طلب الأمريكي سلطان مع الفرضية الأمريكية، تزامنا أيضا مع قرار بريطانيا قليل الذوق بوقف التعامل الجوي مع مطار شرم الشيخ.. إذ كان يمكن تقديم القرار أو تأخيره دون أن يتزامن مع زيارة الرئيس السيسي، إلا أن تزامنه فيما يبدو مقصود كجزء من إرضاء الإرهابيين والإخوان في بريطانيا، وبما يؤكد أيضا أن الحكومة البريطانية كالأمريكية تماما تتكون من عدة مؤسسات، كل منها له رؤاه وأهدافه، حتى لو كان في إطار نهائي واحد أو أن الكل يتعامل معنا بلعبة توزيع الأدوار، فرئيس الحكومة في بريطانيا أو الرئيس في أمريكا له رأي، ثم نجد أن للخارجية رأيا وللمخابرات رأيا وللبرلمان في كلا الدولتين رأيا آخر، وللإعلام في كليهما رأيا رابعا وهكذا.. كما أن القرار البريطاني أريد له أن يتزامن مع المشهد الأمريكي بصورتيه من كلام الإخواني الأمريكي سلطان وفرضية القنبلة التي أسقطت الطائرة!

الآن ندخل إلى الجد ونقول رغم أننا كنا لا نريد الكتابة عن حادث الطائرة إلا بعد انتهاء التحقيقات، لكن محاولات إبراز أن مصر لا تسيطر على أراضيها ولا على أجوائها، هو هدف في ذاته، المستهدف منه غير إرسال رسالة سلبية لروسيا عن مصر وعن الدور الروسي في سوريا، إلا أنه يستهدف فتح باب الضغوط على مصر لقبول الحوار السياسي مع الإخوان، ويستهدف النيل من قناة السويس ومشروعاتها، وقد يستهدف فتح حوار غربي مع جماعات في سيناء على طريقة السيناريو السوري، وربما يستهدف التمهيد لمطالب إسرائيلية في تجاوز كامب ديفيد بمزاعم أمن إسرائيل، وبما يتطلب المطالبة بدور إسرائيلي في سيناء!!

إلا أن المدهش أن أول درس في التعامل مع الإرهاب وتحليل حوادثه - كما نفهم وكما كتبنا أكثر من مرة - يقول إن أي عمل إرهابي تقف خلفه أهداف ومطالب.. ولا يكون العمل الإرهابي هكذا بغير أهداف ولا رسائل.. ومن أجل ذلك لا يمكن أن يتم عمل عنيف إلا بالإعلان عنه لتصل رسالته.. لا يتم العمل الإرهابي سرا وإلا فلا قيمة له.. وقد يتأخر الإعلان عن العمل الإرهابي إن كانت هناك عناصر مطلوب تأمينها وتهريبها، فيتم الإعلان بعد الانتهاء من تهريبها تماما.

وفي حالة الطائرة الروسية، فلم يتم الإعلان حتى الآن بل حاول داعش كذبا نسب العملية له، ونشر فيديو قديما ومزيفا، فما بالكم إن كانت هناك جماعة قامت بوضع قنبلة ونجحت فعلا؟!.. كانت لن تنتظر قط حتى اللحظة لتعلن مسئوليتها، وهو ما ينفي فكرة القنبلة!

المؤكد الوحيد في الأمر، أن بلدنا مستهدف، وهو ما يعني باختصار وبمفهوم المخالفة، أننا على الطريق الصحيح!
الجريدة الرسمية