رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. محررة «فيتو» توقع الكشف الطبي على المرضى بمستشفى حكومي.. مخالفات بالجملة والممرضة تنصاع لأوامر الطبيبة المزيفة.. «حنفية» بغرفة استقبال وأدوار مهدمة.. وتكشف سهولة

فيتو

خاضت "فيتو" مغامرة صحفية داخل أحد المستشفيات الحكومية المتخصصة في متابعة مرضى التأمين الصحي، للكشف عن مدى الإهمال بها، عقب تقدم أحد المواطنين بشكاوى للجريدة عن رفض المستشفى استكمال علاج والده، وطرده بحجة عدم وجود أسرة كافية لحجزه، فضلا عن تقديمه تقارير طبيبة تؤكد تسبب الأطباء في تدهور حالته الصحية بتقديم أدوية لا تناسب حالته.


غرفة الاستقبال

وارتدت محررة "فيتو" البالطو الأبيض وسماعة الطبيب، وبدأت جولتها داخل المستشفى بالمرور على غرف الاستقبال، التي وجدتها خالية من الأطباء.

ولاحظت المحررة وجود ممرضة واحدة وثلاثة عمال وفردي أمن لفض المشاجرات التي قد تنشب من قبل أهالي المرضى بسبب إهمال الأطباء لهم.

وفوجئت عقب دخولها غرف الاستقبال بأحد الأشخاص مهرولا إليها، ويطلب منها الكشف على والده المريض، معتقدا أنها طبيبة، شاكيا لها أن والده يعانى من شدة الألم، ولم يجد أحدا من الأطباء يوقع الكشف الطبي عليه، رغم تواجده أكثر من ساعة.

وبالفعل نفذت الصحفية، مهمة الأطباء بالكشف على المريض الذي كان يعانى من سرعة ضربات القلب واصفرار العينين ويحتاج إلى تدخل طبى سريع.

وقال نجل المريض، إن والده بترت قدمه ويعانى من شدة الألم، الذي يحتاج للعلاج السريع، إلا أنه لم يلق أي استجابة من قبل المستشفى التي تركته مهملا.

والتقت محررة فيتو أيضا بغرف الاستقبال مع سيدة في العقد الثالث من عمرها، ترقد على أحد الأسرة وتجلس بجوارها والدتها المسنة، التي بمجرد أن شاهدت المحررة هرولت نحوها وطالبتها بأن تكشف على نجلتها.

وبالفعل وقعت الصحفية الكشف على المريضة، بدلا من الأطباء، وأثناء متابعة حالتها فوجئت باقتحام أحد عمال المستشفى، الغرفة لتعبئة المياه من صنبور موجود بها دون مراعاة ظروف المريضة.

غرف الكشف

ودخلت المحررة أثناء خوضها المغامرة إحدى غرف الكشف وطالعت ملفا لأحد المرضى ملقى على المكتب، ووجدت بطاقة صحية خاصة بمريضة، وبها الأشعة والتحاليل والفحوصات الطبية التي أجريت لها، ما يؤكد إهمال العاملين بالمستشفى، وعدم تقديرهم للأمانة المهنية وسرية المعلومات عن المرضى.

أما الموقف الأكثر خطرا الذي استشعرته محررة «فيتو» فهو أنه يمكن لأي أحد أن يغير الفحوصات الطبية للمرضى، ووضع أخرى لا تخصهم، كما يمكن بسهولة التلاعب في البطاقات الصحية للمرضى، ما يفسر العديد من جرائم النصب والتزوير التي تحدث.

الدرجة المميزة

واستكملت محررة "فيتو" نجاح مغامرتها في الوصول إلى حجرات الدرجة الأولى بالمستشفى، والتي من المفترض أنها مميزة ويضطر المريض للحجز بها لعدم وجود أسرّة مجانية، بدفع قيمة ذلك.

وترصد المحررة ما شاهدته داخل الغرفة، حيث وجدتها معدة بشكل أكبر من حيث التجهيزات وبها سريران أحدهما للمريض وآخر للمرافق، كما تتميز بالنظافة نسبيا.

كما رصدت محررة «فيتو» أسرة مريض حالته الصحية متأخرة تجلس إلى جواره، وعند سؤال المحررة عن حالته سارعت نجلته بالحديث والدموع تسبق كلامها مطالبة محررة «فيتو» التي لعبت دور الطبيب، أن تطمئنها على حالة والدها، وراحت تشتكي من أن الطبيب لم يتابعه إلا في الصباح وأن عليها الانتظار إلى الليل حتى يتم إجراء أشعة له.

وأكدت أن والدها كان يعاني جلطة وعقب احتجازه تدهورت حالته الصحية بسبب حقنة أعطاها له أحد الأطباء، ومن وقتها وحالة والدها الصحية متأخرة.

وأشارت إلى أن ساقه بدأت تتضخم بشكل مرعب ولم يرد أحد من الأطباء يخبرها عن السبب، الأمر إلى جعل محررة «فيتو» تطلب من الممرضة المتواجدة بملف وتذكرة الدخول الخاصة بالمريض، فردت الممرضة قائلة: «حاضر يا فندم وبسرعة البرق أتت بالملف».

واطلعت محررة «فيتو» على أوراق المريض ورقة تلو الأخرى وبعدها طالبت الممرضة بأن تأتي بالأشعة التي أجريت له وأتت بها واطلعت عليها.

واكتفت محررة «فيتو» بكل هذه المخالفات التي تدق ناقوس الخطر لكارثة قد تلاحقنا لو استمر مسلسل الإهمال الذي وصل إلى درجة الاتجار واللعب بأرواح المرضى التي قد تسهل على أي شخص يريد الانتقام من أحد الوصول إلى مقر احتجازه وقتله بحقنة هواء أو غيرها من أساليب الانتقام.

وأثناء استكمال محررة «فيتو» جولتها داخل المستشفى دون أن يعترضها أحد، استطاعت التقاط صور لمخالفات في تقديم الأدوية للمرضى بشكل سيئ، مما يجعلها عرضة للتلوث.

بالإضافة إلى أن العمال يقومون بتنظيف الأدوار في وقت الزيارة، ومن المفترض أن يتم ذلك عقب انتهاء الزيارة، وغيرها من المخالفات التي رصدتها كاميرا «فيتو» وجعلتنا نسارع بترك المستشفى الذي استشعرنا عقب الخروج منه أنه أشبه بسلخانة وليس مستشفى حكوميا.

أدوار مهدمة

واصلت محررة "فيتو" مغامراتها التي خاضتها بأحد المستشفيات الحكومية المختصة بعلاج مرضى التأمين الصحي ورصد مخالفات المستشفى متوجهة بالصعود للأدوار العليا، حيث وجدت ثلاثة أدوار بالمستشفى عبارة عن أنقاض وأكوام تراب وعرفنا من أحد العاملين بالمستشفى أن هذه الأدوار كانت مكانا لاحتجاز المرضى تضم 50 سريرا، ومن المفترض أنها معدة للتطوير لهذا الأمر.

تغلق إدارة المستشفى أبواب هذه الطوابق أمام المرضى منذ 3 سنوات باعتبار أنها تحت التطوير على الرغم من توافر الميزانية المقدمة من الوزارة للإدارة الأمر الذي جعلنا نتساءل: "أين ذهبت هذه الأموال؟"، وإذا كانت الإجابة أن الوزارة لم تقدم الأموال فلماذا تم هدم الطوابق وتحويلها لأنقاض دون وجود التجهيزات والإعداد لتطويرها حتى يتم توفير الغرف والمعدات لعلاج المرضى بدلا من علاجهم على الأرصفة، وهم يدفعون أموالا للدولة تخصم منهم في الضرائب والتأمينات تحت مسمى مساعدة المرضى بالعلاج المجاني.
وعلى الجانب الآخر، لا نستطيع إغفال أن هناك العديد من المنتفعين من هيئة التأمين الصحي في جميع محافظات الجمهورية.

إحصائية رسمية

وقد حصلت «فيتو» على إحصائية رسمية تشمل أهم المستشفيات التابعة للهيئة والتي تخدم جميع المواطنين المتعاقدين مع الهيئة وهي مستشفى الأطفال المتواجدة بمنطقة السيدة زينب ومستشفى التأمين الصحي المتواجدة بمنطقة الحي السابع.

وتضم الإحصائية أرقاما بأعداد المنتفعين من فئات المواطنين، والتي تشمل مراحل الموظفين على المعاش وطلاب المدارس والأرامل وموظفي جميع المؤسسات الحكومية بما فيها الجيش والشرطة على مستشفيات الهيئة بالقاهرة في أربع مناطق، المنطقة الأولى مليون و423 ألف مواطن من المترددين على مستشفيات الألف مسكن والسلام والمرج والمطرية والأميرية.

بينما تشمل المنطقة الثانية ما يزيد على 612 ألف مواطن من المترددين على مستشفيات التأمين وهي مستشفى النصر 15 مايو ومستشفى الإنتاج الحربي وجامعة حلوان، بينما يبلغ عدد المنتفعين بالمنطقة الثالثة مليونا و216 ألفا من المترددين على مستشفيات المقطم والمعادي وعابدين والمنطقة الرابعة مليونا و158 ألفا من المترددين على مستشفيات ناصر ومجمع الجمهورية ومجمع شبرا وشبرا المظلات وشبرد والخامسة مليونا و240 ألفا من المترددين على مستشفيات مدينة نصر ومصر الجديدة والأزهر والمطار والشروق.
الجريدة الرسمية