رئيس التحرير
عصام كامل

الفرق بين مصر وبيرو


كوكب "الأرض" مهدد بمجاعة هائلة؛ بسبب تدمير المساحات الخضراء.. في أوربا والدول المتقدمة يهتمون كثيرا بزيادة المساحات الخضراء ونشر اللون الأخضر بصفة عامة.


في بيرو هناك حملة مثارة حاليا لإنقاذ منطقة "سييرا ديل ديفيسور"، التي تقع بالغابة المطيرة بالأمازون، تسكنها النمور والأسود.. يطالب نشطاء البيئة ومنظمة "آفاز" بتحويلها إلى منتزه وطني، بدلا من إهمالها وتركها نهبا لمن ينقبون عن الذهب، ومزارعي "الكوكا"، وعمليات التحطيب التي تجرى بشكل عشوائي، وغير مشروع، منذ عشرات السنين.

الضغوط تزداد لإقناع رئيس وزراء بيرو "كاتيريانو" بإصدار قرار لحماية الغابة من التدمير، وتحويلها إلى محمية طبيعية.

في محافظة قنا خلال فترة تولي اللواء عادل لبيب محافظا، انتشر اللون الأخضر بصورة واضحة، لدرجة زراعة الأرصفة... يعني الأمر ممكن.

في مصر، نعاني أشد المعاناة من زحف اللون الأصفر، وابتلاعه لكل ما هو أخضر.. البقعة الزراعية تتراجع.. محاولات غزو الصحراء توقفت.. مشروع الـ4 ملايين فدان الذي قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس برنامجه الانتخابي، تحول إلى 1.5 مليون فقط.. ومهدد بالفشل!

مهندس زراعي.. مواطن مصري، يحاول منذ نحو 5 سنوات ليرى مشروعه، أو فكرته النور.. دون جدوى.. تعبت قدماه من الرحلات إلى وزارة الزراعة.. مركز البحوث الزراعية، والمعاهد والقطاعات والأجهزة التابعة له.. التقى معظم المسئولين.. وتوجه أيضا إلى مجلس الوزراء، ورئاسة الجمهورية.. لم يترك بابا إلا وطرقه.. ولا فائدة.. عراقيل.. عقبات.. اعتراضات.. إحباطات.. إلخ.

بلور الفكرة في جمعية أهلية أسماها "مصرنا الخضراء"، أشهرها بوزارة التضامن برقم 5059/ 2013، والهدف إنشاء مشروع قومي تنموي لزراعة الصحراء بتحلية مياه البحر بالجهود الذاتية، وبدون أي دعم حكومي.. واختار الموقع على الساحل الشمالي والساحل الشرقي، على بعد يتراوح بين 2 و3 كيلومترات عن الشاطئ.

طلبت منه وزارة الزراعة تجميع الراغبين في المشاركة بالمشروع في شركة واحدة، ففعل، وأعلن عن تأسيس الشركة.. ثم تقدم إلى المركز القومي للبحوث والهيئة العربية للتصنيع، طالبا المساعدة لإنشاء محطات التحلية، وقام بوصفه رئيسا لمجلس إدارة الشركة والجمعية، بفتح باب المشاركة بمشروع الزراعة بتحلية مياه البحر.

وردت وزارة الزراعة في 16 سبتمبر من العام الجاري بالموافقة على تلك الخطوات، وبدورها قامت "مصرنا الخضراء" بمنح استثناءات في الأسبقية للفئات المستهدفة اجتماعيا، على النحو التالي: 5% لذوي الاحتياجات الخاصة و5% لأبناء وأسر شهداء ومصابي الثورة، و10% للمصريين العائدين من الدول العربية للظروف الأمنية، و10% لأبناء القبائل العربية المصرية (العرب).. 5% للمرأة المعيلة و2% لأعضاء جمعية "مصرنا الخضراء".

ودعا رئيس جمعية "مصرنا الخضراء"، كل المصريين للمشاركة في المشروع، وخاصة الشباب بمبلغ يبدأ من 800 جنيه لامتلاك مزرعة تبدأ مساحتها من 5 أفدنة وحتى 200 فدان، من خلال منظومة تعاونية متكاملة للإنتاج الزراعي وتصنيعه وتسويقه بآلية متكاملة.

المهندس الزراعي الذي أعنيه اسمه جمال صلاح.. وكتبت عنه أكثر من جريدة.. ألا يستحق من الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة الجديد، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ساعة من وقتهما؛ لاتخاذ قرار بتخصيص الأرض التي يطلبها في الصحراء.. في الصحراء.. لزيادة حجم المساحة المزروعة في مصر بأكثر من مليون فدان.. إنه بهذا يحل مشكلة تطبيق البرنامج الرئاسي، دون الحاجة لأي جنيه من ميزانية الحكومة.. فماذا ننتظر؟!
الجريدة الرسمية