رئيس التحرير
عصام كامل

إساءة الإعلام يردها الضغط الشعبي والقضاء


عندما يتحدث الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بصراحة وشفافية لم تخل من لوم وغضب، فهذا يعني أن الأمر تجاوز العتب بمراحل وأن "السكين وصل إلى العظم"، ما استدعى هذه الوقفة الحاسمة، لكن هل يكفي الكلام وحده في أوضاع تتعلق بالتجاوزات الإعلامية التي بلغت حدًا لا يمكن السكوت عنه ويجب مواجهتها بجدية؟!


فيما يتعلق بتجاوزات الإعلام المرئي والمقروء على وجه الخصوص، أرى أن على مسئولي إدارة الشئون الإعلامية في رئاسة الجمهورية دورا كبيرا للحد من الانفلات والرد على التطاول إن كان إعلاميًا أو قانونيًا، ولا مانع من إشراك الشعب في الأمر.

أتصور أن إدارة الإعلام الرئاسي عبارة عن "كتيبة" تدير وتتابع الإعلام كله مرئيا ومسموعا ومقروءًا وإلكترونيًا، وإن لم يكن العدد كافيا يجب الاستعانة ببعض الكفاءات والمهنيين، للتصدي للهجمة على الرئيس وتحميله وزر أي خطأ يحدث في البلد، على أن يتم الرد بالأدلة والبراهين التي تفند اتهامات وتجاوزات الإعلام وتكشف التطاول وزيف ما يتردد أمام الشعب، وإن لم يفد هذا من المرة الأولى، فعلى الرئاسة اختصام المتطاول باللجوء إلى القضاء، ومع أول حكم يصدر سيخشى البقية من التجاوز ويعودون إلى أصول المهنية وجادة الصواب، وتكون الرئاسة كسبت فضح أكاذيبهم وتطاولهم أمام الشعب.

وعند النظر إلى الإساءة الإعلامية التي طالت التليفزيون المصري الرسمي في برنامج أبوحفيظة عبر فضائية عربية خاصة تبث من مصر، نجدها متعمدة وليس كما تردد أنها "فقرة كوميدية في برنامج ساخر تم تحميلها أكثر مما تحتمل"، الحقيقة أن الإساءة مضاعفة لأنها جاءت من مصري لإعلام بلده العريق وعبر فضائية عربية منافسة وليس فضائية مصرية!!.

وفي هذا الصدد أعجبني تمامًا الدفاع الوطني الصادق والمستميت للفنان خالد الصاوي عن التليفزيون المصري ضد هجمة وإساءة المدعو أبوحفيظة، ورغم أن لدى الصاوي برنامجًا على القناة العربية نفسها، فإنه قدم مصريته وحسه الوطني على رزقه ولم يهن أو يبع إعلام بلده من أجل مصلحة آنية مع الفضائية العربية مثلما فعل أبوحفيظة!!.

لا ننكر أن التليفزيون المصري لديه مشاكل واخفاقات واضحة للعيان، لكنه مثل باقي قطاعات الدولة التي تعاني نتيجة ما حدث منذ 25 يناير، كما تأثر التليفزيون بخروج المئات من خيرة الكفاءات للعمل في الفضائيات العربية والمصرية الخاصة، وهؤلاء تحديدا تقوم تلك القنوات على جهودهم، وبإمكان التليفزيون ببساطة أن يضرب الفضائيات بما فيها الفضائية التي يطل عبرها أبوحفيظة، بإلغاء الإجازات الطويلة ويطالب بعودة موظفيه العاملين خارجه ولنرى كيف ستستمر هذه الفضائيات وإلى أي حد ستتأثر!! كوادر التليفزيون المصري هي من أسست الإعلام المرئي والمسموع في المنطقة كلها ولولاها ما كان هناك إعلام.

"ماسبيرو" جهة رسمية ولن يرد الإساءة إلى الفضائية العربية، وسيتخذ إجراءات قانونية، لكن بالمقابل على أبناء التليفزيون والغيورين على تاريخه العريق حث المشاهدين على الثأر لسمعة الإعلام المصري الرسمي، ليس بالكلام والتدوين إنما بالفعل البسيط المتمثل في مقاطعة برنامج أبوحفيظة وإن استطاعوا مقاطعة القناة نفسها، وعندما تنخفض نسبة مشاهدة أبوحفيظة بشكل واضح ستتأثر الشركات الراعية وينسحب المعلنين وربما تنهي القناة عقده، حتى يعي أن "من لا خير له في بلده لا خير له في أحد على الإطلاق".

نجح الضغط الشعبي في إيقاف برنامج ريهام سعيد التي أساءت إلى شابة مصرية تعرضت إلى التحرش والضرب، ونتيجة الهجمة الشعبية انسحب المعلنون تباعًا واضطرت القناة إلى إيقاف عرض البرنامج، وعليه يجب استغلال نجاح المقاطعة الشعبية مع المتطاولين ومتجاوزي حدود الأدب من أصحاب البرامج المسيئة أمثال أبوحفيظة وأبلة فاهيتا والقائمة تطول، على أن يدعم الضغط الشعبي اللجوء إلى القضاء حصن مصر الحصين.
الجريدة الرسمية