رئيس التحرير
عصام كامل

موت السياسة! «١»


هذا هو الاصطلح الذي يطلقه البعض الآن ويحاولون به تفسير كل أسباب مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأيضا بالطبع السياسية.. إنهم يرجعون كل شيء في حياتنا الآن لما يسمونه «موت السياسة» ابتداء من أزمة الدولار وانخفاض الجنيه مرورًا بمأساة الإسكندرية التي أغرقتها الأمطار، وانتهاء بتراجع مشاركة الناخبين في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية.


وهم لا يقدمون لنا شرحا واضحا لما يرونه موتا للسياسة.. لكنهم يرصدون هذا الموت في بعض المظاهر مثل تراجع الأحزاب السياسية في الانتخابات البرلمانية، وضعف الحياة الحزبية بشكل عام، رغم أنه لدينا عدد كبير من الأحزاب السياسية.

وهم أيضا يحملون نظام الحكم ورئيس الجمهورية شخصيا مسئولية «موت السياسة» رغم أنه لا يوجد لدينا حزب حاكم ولا يوجد للرئيس حزب ينتمي إليه، بل إنه رفض الاستجابة لكل الدعوات التي طالبته بتأسيس حزب يكون بمثابة الظهير السياسي له، لأنه لا يستقيم الحكم على هذا النحو، وهي الدعوات التي لم تتوقف حتى الآن.. وحتى القوائم الانتخابية التي راج بين الناخبين أنها محسوبة على الرئيس، فقد نفي ذلك عدة مرات كان آخرها بعد التصويت في المرحلة الأولى للانتخابات.

ولابد هنا أن نسأل أنفسنا أولا.. هل موت السياسة ظاهرة جديدة وطارئة علينا أم أنها ظاهرة نعيش فيها منذ سنوات؟!
الجريدة الرسمية