رئيس التحرير
عصام كامل

حادث الطائرة الروسية يكشف «الصندوق الأسود» لوسائل الإعلام.. صحيفة بريطانية تزعم وضع قنبلة في حقيبة.. خبير يدعى انشطارها في الجو قبل الانفجار.. وحديث فرنسي عن فساد الشركة المالكة

حطام الطائرة الروسية
حطام الطائرة الروسية المنكوبة

سقوط طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء المصرية..كلمات قليلة تناقلتها في البداية وسائل الإعلام المحلية والدولية لنقل خبر حادث بشع تعجز الحروف عن وصفه، ولا ترقى مشاعر الكتاب للشعور بها خاصة أنها لحظات الفراق بين السماء والأرض، علمه عند الله وربما يحمل الصندوق الأسود للطائرة السبب لكنه لن ينقل لحظات الرعب التي ودع بها أكثر من مائئى شخص بينهم أطفال الحياة.


بعد انقضاء مولد نقل الخبر، وتأكد فاجعة الفراق لجميع الركاب من المواطنين الروس، بدأ الخبراء في وسائل الإعلام الغربية قبل العربية، في التنجيم والآخر لجأ للأساليب العلمية..استبق الجميع نتائج التحقيقات وسارع بإبداء رأيه لحجز نصيبه من كعكة البحث على محرك جوجل.

ولاية سيناء تعلن المسئولية

مع طلقة الإعلام الأولي لتفنيد الحدث خرج تنظيم ما يسمي "ولاية سيناء" الإرهابي، ليعلن تبنيه مسئولية إسقاط طائرة الضحايا، وبث مقطع فيديو من أفغانستان سارعت وسائل الإعلام بتناقله دون بذل عناء البحث لدقائق على موقع "يوتيوب" للتأكد من صحة المقطع المصور المزعوم.

وبالرغم من عدم امتلاك العناصر الإرهابية في سيناء، قدرة تسليحية تمكنهم من إسقاط طائرة تناطح السحاب على بعد أكثر من 9000 متر فوق سطح الأرض، شطح التنظيم الإرهابي ليلعن تبنى المسئولية في دليل جديد على زيف حوادث سابقة لهذه العناصر.

انشطار في الجو

في ذات السياق قال خبير روسي إن الطائرة انشطرت في الجو قبل الوصول إلى الأرض، مبنيا نظريته على تناثر الحطام، بالرغم من ترجيح خبراء في ذات المجال تشتت الحطام نتيجة السقوط من ارتفاع هائل والارتطام بالأرض نتيجة عطل فنى.

صاروخ وقنبلة

الصحافة البريطانية كعادتها تصدر للعرب رأيها ويتم نقله دون تدقيقه بسبب "عقدة الخواجة"، وشطحت صحيفة "ديلى ميل" مع الساعات الأولى للحدث لسرد روايات عدة بدأت بقولها، إن الفيديو الذي نشره تنظيم ولاية سيناء، يعلن فيه مسؤوليته عن سقوط الطائرة الروسية، يمكن أن يكون صحيحا لعدة احتمالات، أهمها أن الفيديو أوضح انقسام الطائرة في الهواء وتناثر العديد من الجثث وأجزاء الطائرة على مساحة واسعة قبل سقوطها، وهو ما تأكد بالفعل اليوم، بعد العثور على جثة طفلة تبلغ 3 أعوام على بعد 8 كيلو مترات من سقوط الطائرة ولا يزال 61 جثمانا مفقودين.

وعقب الكشف عن الارتفاع الحقيقى للطائرة وتفنيد الخبراء العسكريين لمزاعم ولاية سيناء ونفى قدرتها على تنفيذ هذه الجريمة، ذهبت "ديلى ميل" لرسم سيناريو أكثر قاتمة متكهنة بوضع قنبلة شيدة الانفجار داخل أحد حقائب المسافرين بالطائرة، متغافلة إجراءات التفتيش بالمطارات وعدم وجود عناصر إرهابية على متن طائرة تحمل سياح يهدفون إلى المتعة والترفيه والاستمتاع بجمال الطبيعة والحياة.

فساد الشركة المالكة

من جهتها كشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليوم معلومات مهمة عن الشركة الروسية "بريسكو" المالكة للطائرة المنكوبة التي سقطت في سيناء، وداهمت الشرطة الروسية مقر الشركة وشركة السياحة المنظمة للرحلة إلى شرم الشيخ، المملوكتين من قبل الشخص نفسه.

وبحسب نتائج التحقيقات الأولية التي أظهرتها وثائق وبرامج رحلات وعينات من الوقود تمت مصادرتها، فإن السلطات الروسية في طريقها إلى استبعاد العملية الإرهابية تمامًا في الوقت الراهن من تحقيقاتها، بعد مداهمة لجنة التحقيقات، أحد الأجهزة الأمنية المتخصصة والمقربة من الكرملين، مقر الشركة المالكة للطائرة وشركة السياحة التي نظمت الرحلة إلى مصر، بعد صدور اتهام أولى للشركتين "بتقديم خدمات سياحية لا تلتزم معايير السلامة الدنيا المطلوبة".

وحسب الصحيفة الفرنسية، تعود شركة الطيران "ميتروجات" وشركة السياحة "بريسكو" إلى روسي يدعى فيشكان تابولاييف، الذي تحوم حوله شكوك منذ فترة وتتعلق خاصة بطرق تسيير أعماله وشرعيتها، خاصة في ظل شك السلطات في أنه مجرد واجهة لرجال أعمال آخرين من الشيشان وتركيا، لتسيير أعمالهم في روسيا.

وأضافت الصحيفة أن المداهمة سمحت بمصادرة وحجز " وثائق تتعلق بأنشطة الشركتين واستغلال خطوط الطيران الجوي وتنظيم الرحلات السياحية وذلك إلى جانب مصادرة عينات من الوقود المستخدم من قبل الشركة في رحلاتها الجوية، في مطار سامرا جنوب روسيا، المطار الذي تزودت فيه الطائرة بالوقود قبل الرحيل إلى شرم الشيخ".

ونقلت الصحيفة أن الحادث المأساوي في مصر سلط الضوء على شركة الطيران الروسية كوجاليمايا، أو ميتروجات، بشكل مثير، وتبين أن الشركة التي تخصصت "في الطيران الاقتصادي ونقل السياح خاصة إلى مصر وتركيا وإسبانيا، تأسست في 1993، زمن الفوضى التي ميزت قطاع الطيران الروسي بعد سنوات قليلة من انهيار الاتحاد السوفيتي، وفق ما نقلته صحيفة "نوفايا جازيتا" الروسية".

وحسب المصادر الروسية، اعتمدت ميتروجات تأمين رحلاتها السياحية على أسطول "يتألف من 7 طائرات إيرباص إيه 321، مثل التي تحطمت في مصر، التي تجاوز عمر استغلال 18.5 سنة " بعد سنوات من الخدمة ضمن أسطول شركة الشرق الأوسط اللبنانية ثم الخطوط السعودية ثم "أونور إير" التركية و"شام وينتجز" السورية قبل أن تستقر لدى الشركة الروسية".

وحسب الصحيفة الفرنسية، اشتكى قائد الطائرة في أكثر من مناسبة آخر قبل أسبوع من سقوطها، لدى المصالح الفنية في الشركة "من استجابة محركاتها بشكل غير سليم خاصة عند الإقلاع".

وأضافت الصحيفة أن التحقيقات الرسمية كشفت أن المالكين الحقيقيين لشركة الطيران، وعلى عكس ما تؤكد الوثائق، هم رجال أعمال من القوقاز، وثالث تركي، تبين أنه رئيس شركة أونور إير التي باعت الطائرة المنكوبة إلى شركة ميتروجات.

خبراء مصر

وبالطبع لم تخلُ ساحة التنجيم من خبراء مصر على الفضائيات الذين مارسوا خلال الفترة الماضية هويتهم في الدجل وسط "هوجة" القضايا الإعلامية لدرجة دفعت بعضهم للحديث مستقبل العلاقات المصرية الروسية على خلفية حادث الطائرة التي تعد واحد ضمن آلاف الحوادث التي شهدها العالم وحوداث أخرى مرتقب وقوعها في المستقبل، ولم تفسد جميعها علاقات الدول ببعضها حتى تلك التي حملت بصمات الإرهاب.

الإجابة الصحيحة

بعد حسم الجدل وتشيكل اللجان المختصة، ونقل الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة إلى روسيا، على أمل الوصول للسبب الحقيقى أو التقاط كلمة من قائد الطيارة أو راكب تنهى حالة الجدل.. بات الجميع الآن مطالب بالترحم على الضحايا وانتظار الخبر اليقين والإجابة العلمية الصحيحة والتوقف عن التنجيم.
الجريدة الرسمية