رئيس التحرير
عصام كامل

عائشة التهامي ترصد «ملامح من حضارة الفيوم القبطية والإسلامية»

فيتو

صدر كتاب «ملامح من حضارة الفيوم القبطية والإسلامية والطبيعية» للدكتورة عائشة عبدالعزيز محمد التهامي، أستاذ الآثار والإرشاد السياحي قسم الإرشاد السياحي – كلية السياحة والفنادق جامعة الفيوم، ضمن سلسلة العلوم الاجتماعية من مطبوعات مكتبة الأسرة.


يشتمل الكتاب على 185 صفحة من القطع الكبير، بالإضافة إلى كتالوج صور من 58 صفحة، ويحتوي على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة وقائمة المصادر والمراجع والصور.

يدرس الباب الأول آثار الفيوم في العصر القبطي، وتمهيد، وظهور المسيحية في مصر، والقديس "مرقس الرسول" «مار مرقس»، والرهبنة في المسيحية، والكنيسة القبطية: تخطيطها المعماري ومكوناتها.

وتناول الفصل الأول أديرة الفيوم، وهي: دير الملاك (غبريال)، دير العزب، أو دير دموشية، أو دير الأنبا (إبرام)، دير السيدة العذراء والقديس أبي إسحاق.

أما الباب الثانى فيناقش آثار الفيوم في العصر الإسلامى، وتمهيد، والعمارة الإسلامية، وبناء المساجد الجوامع بالفيوم، وهي: مسجد (خوند أصلباى)، ومسجد الشيخ (على الروبي)، والجامع المعلق، أو جامع الأمير (سليمان).

ويبحث الباب الثالث المحميات والمواقع الطبيعية بالفيوم، وتمهيد، وهذه المحميات هي: محمية قارون، ومحمية وادى الريان، وعين السليين.

ويتصدر التقديم افتتاحية الكتاب، وجاء فيه:
الفيوم مدينة مصرية ترجع حضارتها إلى العصر الحجري الحديث، وأسهمت بدور كبير في تشييد صرح الحضارة المصرية خلال العصور التاريخية المتعاقبة، ولاسيما أثناء فترة الدولة الوسطى من التاريخ الفرعونى، حيث اتخذها ملوك تلك الدولة قاعدة أساسية لحكمهم، وشيدوا بها كثير من المعابد والأهرمات، وازدادت أهميتها خلال العصر اليوناني الروماني، إذ كانت صحراؤها ملجأ للمسيحيين الأوائل الذين فروا من الاضطهاد الروماني، ومن ثم تعددت بها الأديرة والكنائس المسيحية.

وخلال العصر الإسلامى احتلت الفيوم مكانة متميزة باعتبارها واحدة من أخصب الأقاليم المصرية، فعنى بها الحكام والأمراء، وأقاموا بها عددًا من المساجد والمنشآت الحضارية، وخصوصًا في العهدين المملوكي والعثماني، كما تمتاز الفيوم بالعديد من المواقع الأثرية والمحميات الطبيعية،وهو ما يضفي عليها مكانة تاريخية وسياحية مهمة ومتميزة.

واستهلت الدكتورة عائشة التهامى كتابها بتتبع الاشتقاق الاصطلاحى لأصل التسمية في العصور القديمة، بدءًا من " برسبك " أي دار أو مدينة التمساح عند الرومان، وحتى "بيوم" أي قاعدة بلاد البحيرة عند القبط في القرن الأول الميلادي، والتي عرفت فيما بعد باسم "فيوم" عند العرب، وأضافوا إليها أداة التعريف.

ويعرض الكتاب لملامح من حضارة الفيوم القبطية والإسلامية والطبيعية، ويتناول دخول المسيحية إلى مصر على يد القديس مارمرقس، وانتهاج حياة الرهبنة والتقشف وهجر المدن فرارًا من الاضطهاد الرومانى، وأهم السمات التي تتميز بها الكنيسة القبطية تخطيطها المعمارى ومكوناتها، وذلك من خلال استعراضه لأهم أديرة الفيوم الأثرية كدير الملاك "غبريال" ودير العزب أو دموشية أو دير الأنبا "إبرام"، ودير السيدة العذراء والقديس أبي إسحق الدفراوي المعروف بدير الحمام.

وفي العصر الإسلامى شهدت الفيوم نشاطًا معماريًا كبيرًا في مجال بناء الجوامع والمساجد في العصور المختلفة بخاصة العصر الأموي، وإن لم يصلنا منها إلا القليل نتيجة لعوامل الجغرافيا والفيضانات وإعادة تنظيم المدنية، والتي تعد الآن من أهم المعالم الأثرية لمدينة الفيوم في العصر الإسلامي كمسجد "خوند أصلباى"، ومسجد الشيخ "على الروبي" والجامع المعلق أو جامع "الأمير سليمان".

كما يعرض الكتاب لأهم المعالم السياحية كالمواقع الأثرية والمحميات الطبيعية، والتي تعد أحد المصادر المهمة لجذب السياحة الداخلية والخارجية للإقليم كمحمية قارون ووادي الريان وعين السيليين، فضلًا عن العديد من الآثار الأخرى التي خلفها لنا المصريون القدماء من أهرمات (هرم سيلا، وهرم هوارة، وهرم اللاهون ) ومعابد (معبد مدينة ماضي، ومعبد قصر الصاغة، ومدينة كيمان فارس القديمة).

وقد عنيت الكاتبة بإبراز القيمة التاريخية لبعض هذه الآثار والمعالم السياحسة بخاصة في العصرين القبطي والإسلامي، باعتبارها تمثل جانبًا مهمًا من ملامح حضارة الفيوم
الجريدة الرسمية