رئيس التحرير
عصام كامل

سقوط التخلف!


نهنئ أنفسنا ونهنئ كل المواطنين بفشل حزب النور السلفي في الانتخابات الأخيرة وهزيمته الكاملة في معاقله الأساسية!

وتجد هذه التهنئة منطقها في أن التيار السلفي بشكل عام وحزب النور بقياداته بشكل خاص، يتبنى فكرا دينيا متخلفا يعود إلى القرون الوسطى!


وهؤلاء الذين يطلقون لحاهم ويظنون وهما أنها دليل على الإيمان والتقوى، عقولهم في الواقع فارغة وأفكارهم تافهة، وتأويلهم للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية تأويل منحرف.

هم يركزون في فتاواهم على صغائر الأمور، ولا يخجلون من الفتاوى التي تدل على التخلف العقلي.. وهم يريدون اعتقال المرأة وحبسها داخل النقاب.. وحين أرادوا أن يستفيدوا من قوانين الانتخابات بتمثيل المرأة، لجأوا إلى حيلة ساذجة هي أن يضعوا "وردة" بدلا من صورة المرشحة للبرلمان!.. والتيار السلفي بآرائه الرجعية يتجاهل الأمجاد التي حققتها المرأة المصرية في السنين الماضية.

يتجاهل أن لدينا أستاذات مرموقات وطبيبات ومحاميات ومهندسات يؤدين أعمالهن على أرفع مستوى، واهتمامهن الأساسي هو رفع المستوى الثقافي أو المهني وليس الاختباء وراء النقاب!

ولم يقل لنا هؤلاء السلفيون ما هي آراؤهم السياسية وما هي آرؤاهم الاقتصادية وما هي توجهاتهم الثقافية؟.. بل أهم من ذلك - إذا كانوا يعتبرون أنفسهم فصيلا وحزبا متميزا - لماذا ينزلون أصلا للساحة السياسية؟.. ولماذا يخلطون بين الدين والسياسة؟

والواقع أن الدولة مقصرة في مجال حظر الأحزاب الدينية.. مضى الزمن الذي كان يمكن فيه حكم الناس بناء على فتاوى بالية قديمة كانت تطبق في القرون الوسطى.

آن الأوان لوجود أحزاب سياسية ديمقراطية عصرية، تتقن لغة العصر ولا تتعبد في كهوف الماضي!
الجريدة الرسمية