في ماسبيرو.. من «قتل» إيناس خفاجة؟!
لا يسمح ضميرنا بأن نتناول اليوم أي موضوع آخر غير الموضوع التالي؛ حيث تقول التفاصيل:
محررة شابة في قطاع الأخبار.. تمتلك وجها جميلا بريئا.. عمرها يقول إنها عملت في قطاع الأخبار في وقت أن كان صفوت الشريف وزيرا - فلا نتذكر من كان قبل صفوت أصلا - ولو لديها واسطة إليه لصارت مذيعة، فأقل منها بكثير يطلون علينا اليوم على الشاشة بنصف أو قل بربع موهبة.. وهو ما يعاني منه مسئولو ماسبيرو اليوم!
اسمها إيناس خفاجة.. شاءت الأقدار ألا يكون لها في الدنيا إلا والدتها، ولا يكون للأم إلا ابنتها التي ترعاها وتقوم على خدمتها، خصوصا بعد المرض الذي هاجمها.. وفجأة يختطف القدر الأم وتصبح إيناس وحيدة بعد سنوات طويلة في حضن وفي حنان أمها.. فكانت الصدمة العنيفة التي يمكن أن يتعرض لها أي إنسان يمتلك قدرا من الإحساس، وقدرا من الارتباط بشخص آخر عزيز لديه، ولكنه لا يمتلك القدرة على تحمل الصدمة بفقده.. فساءت حالتها النفسية، وهو ما انعكس على عملها، الذي لم يعد كما كان!
الطيبون.. أبناء الأصول.. عندما يجدون بينهم حالة هكذا يقدرون ظروفها ويحتضنونها، ويحاولون قدر الممكن احتواء الموقف وتجاهل أي سلوك من شأن التوقف عنده أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة، وكثيرون - وهم على البر - لا يصدقون أنهم قد يخسرون كثيرا عند سوء التعامل مع مثل هذه الحالات، وليس هناك - قطعا - خسارة أغلى من الإنسان!
يوما بعد يوم تشتكي إيناس من ظلم تتعرض له.. ولأننا نعاني من بيروقراطية مزمنة، تحتاج النسف الكامل والعاجل قبل الخراب المستعجل، لذا يكون التظلم من الرؤساء محفوفا بالمخاطر.. فقد تشتكي رئيسك فتكتشف أن شكواك لديه بحبرها وورقها يكايدك بها.. وبدلا من فحصها من أي جهة، تجد التمادي في العناد القاتل، وقد كان قاتلا فعلا!
بدلا من مراعاة ظروفها وشكواها وصراخها المتكرر هنا وهناك.. تقول الأنباء إنه تم منح اختصاصاتها لغيرها.. في لحظات انتصر فيها الشر على الخير وعلى المنطق.. اشتكت من جديد.. فنقل الاختصاصات يؤثر على المخصصات.. على أكل العيش.. على الحياة التي اعتادها الإنسان، حتى لو كانت بسيطة ومعقولة، والتأثير عليها مؤلم وجارح.. اشتكت مرة ثالثة ورابعة، وفي الثالثة والرابعة بلاغ بفساد أو ما رأت أنه فساد ولكن.. لا مجيب.. ولا مستجيب.. ولا منصت.. ولا منصف.. ولا حس.. ولا خبر.. اللهم من الخبر الفاجعة..
اختفت إيناس ليومين.. الجيران يبلغون الدنيا بأن شبهات حول وجود حالة وفاة هنا.. هنا بالشقة المجاورة.. يقتحمون الشقة ويكسرون بابها.. ماتت إيناس.. رحلت إلى رب الكون ورب العباد ورب ماسبيرو ومن في ماسبيرو، وتركت عملها ومكانها وحقها ومستحقاتها وشكواها، ومن ظلمها ومن ساندها دون أن يفلح في أن يقدم لها شيئا.. تركت دنيا الشر والباطل إلى حيث الحق والعدل، عند رب كريم لا تضيع عنده الحقوق!
الآن.. ونحن لا نعرف إن كانت إيناس تناولت جرعة دواء كبيرة؛ بغرض الانتقال إلى الرفيق الأعلى بالاختيار المتعمد؛ هربا من حياة ظالمة مظلمة.. أم تناولت جرعة خاطئة.. أو تعرضت لأزمة ولم تجد من ينقذها.. الخلاصة أنها رحلت وانتهى الأمر.. وفي كل الأحوال ما تعرضت له في العمل هو السبب.. ذلك المؤكد الوحيد في المأساة كلها.
اسمها إيناس خفاجة.. شاءت الأقدار ألا يكون لها في الدنيا إلا والدتها، ولا يكون للأم إلا ابنتها التي ترعاها وتقوم على خدمتها، خصوصا بعد المرض الذي هاجمها.. وفجأة يختطف القدر الأم وتصبح إيناس وحيدة بعد سنوات طويلة في حضن وفي حنان أمها.. فكانت الصدمة العنيفة التي يمكن أن يتعرض لها أي إنسان يمتلك قدرا من الإحساس، وقدرا من الارتباط بشخص آخر عزيز لديه، ولكنه لا يمتلك القدرة على تحمل الصدمة بفقده.. فساءت حالتها النفسية، وهو ما انعكس على عملها، الذي لم يعد كما كان!
الطيبون.. أبناء الأصول.. عندما يجدون بينهم حالة هكذا يقدرون ظروفها ويحتضنونها، ويحاولون قدر الممكن احتواء الموقف وتجاهل أي سلوك من شأن التوقف عنده أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة، وكثيرون - وهم على البر - لا يصدقون أنهم قد يخسرون كثيرا عند سوء التعامل مع مثل هذه الحالات، وليس هناك - قطعا - خسارة أغلى من الإنسان!
يوما بعد يوم تشتكي إيناس من ظلم تتعرض له.. ولأننا نعاني من بيروقراطية مزمنة، تحتاج النسف الكامل والعاجل قبل الخراب المستعجل، لذا يكون التظلم من الرؤساء محفوفا بالمخاطر.. فقد تشتكي رئيسك فتكتشف أن شكواك لديه بحبرها وورقها يكايدك بها.. وبدلا من فحصها من أي جهة، تجد التمادي في العناد القاتل، وقد كان قاتلا فعلا!
بدلا من مراعاة ظروفها وشكواها وصراخها المتكرر هنا وهناك.. تقول الأنباء إنه تم منح اختصاصاتها لغيرها.. في لحظات انتصر فيها الشر على الخير وعلى المنطق.. اشتكت من جديد.. فنقل الاختصاصات يؤثر على المخصصات.. على أكل العيش.. على الحياة التي اعتادها الإنسان، حتى لو كانت بسيطة ومعقولة، والتأثير عليها مؤلم وجارح.. اشتكت مرة ثالثة ورابعة، وفي الثالثة والرابعة بلاغ بفساد أو ما رأت أنه فساد ولكن.. لا مجيب.. ولا مستجيب.. ولا منصت.. ولا منصف.. ولا حس.. ولا خبر.. اللهم من الخبر الفاجعة..
اختفت إيناس ليومين.. الجيران يبلغون الدنيا بأن شبهات حول وجود حالة وفاة هنا.. هنا بالشقة المجاورة.. يقتحمون الشقة ويكسرون بابها.. ماتت إيناس.. رحلت إلى رب الكون ورب العباد ورب ماسبيرو ومن في ماسبيرو، وتركت عملها ومكانها وحقها ومستحقاتها وشكواها، ومن ظلمها ومن ساندها دون أن يفلح في أن يقدم لها شيئا.. تركت دنيا الشر والباطل إلى حيث الحق والعدل، عند رب كريم لا تضيع عنده الحقوق!
الآن.. ونحن لا نعرف إن كانت إيناس تناولت جرعة دواء كبيرة؛ بغرض الانتقال إلى الرفيق الأعلى بالاختيار المتعمد؛ هربا من حياة ظالمة مظلمة.. أم تناولت جرعة خاطئة.. أو تعرضت لأزمة ولم تجد من ينقذها.. الخلاصة أنها رحلت وانتهى الأمر.. وفي كل الأحوال ما تعرضت له في العمل هو السبب.. ذلك المؤكد الوحيد في المأساة كلها.
السؤال الآن.. من سينصف روح إيناس خفاجة؟.. ومن سيسترد حقوقها حتى لو ذهب صدقة للفقراء على روحها الطاهرة؟.. ومن سيحقق في شكواها ليمنع ظلما محتملا على آخرين أو وقف فساد محتمل أيضا؟.. وما الآلية التي يمكن اعتمادها لمنع موت إيناس خفاجة أخرى هنا أو هناك؟.. ومتى ننسف البيروقراطية وسطوة السلم الإداري تماما بما لا يسمح بانهياره وإنما بتطويره ودعمه وعدله؟
الأمر بكامله نرفعه إلى الأستاذ عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ونرى أنه يحتاج إلى تحقيق شامل يبدأ بوقف أي متورط في الأمر.. نرفعه له وروح أخت وزميلة له تنشده إنصافها وإنصاف سيرتها!
الأمر بكامله نرفعه إلى الأستاذ عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ونرى أنه يحتاج إلى تحقيق شامل يبدأ بوقف أي متورط في الأمر.. نرفعه له وروح أخت وزميلة له تنشده إنصافها وإنصاف سيرتها!