رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. قصة أغنية «يارايح» لفيروز ومقاومتها لإسرائيل

فيتو

للمقاومة طرق عدة، تختلف من شخص لآخر، فمنهم من يرى سلاحه خير مدافع عن وطنه، وآخر يجعل من الفن أيقونة ونغمة يترنم بها كل المقاومين، وهو الدرب التي سارت عليه المطربة الكبيرة فيروز وابنها زياد الرحباني.


وكانت أغنية "يارايح" لفيرز خير مثال على تعدد طرق المقاومة، حيث تحمل الأغنية بين طياتها قصة فريدة من نوعها، قل من يعرفها وسط الجماهير الغفيرة التي تبدأ يومها بسماع صوت القيثارة الفيروزية.

ففي ليلة من ليالي الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، كان يجلس في غرفة واحدة كلّ من الشاعر البعلبكي طلال حيدر، الراحل فيلمون وهبي وزياد الرحباني، وكان الثلاثة في غرفة أشبه بالقبو، فيما كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف وبيروت تئن.

كان عليهم أن يخترعوا مقاومتهم للحرب، صرخ فيلمون وهبي: "ما فينا نهزمهم بدموعنا.. بس فينا نهزمهم بفرحنا"، فارتجل طلال حيدر الشعر وارتجل فيلمون وهبي اللحن على عوده واشتعل الجميع غناءً ورقصًا.

زياد الرحباني، لم ينسَ في تلك اللحظة أن يدير جهاز التسجيل الذي سجل جميع الأصوات: الخالد منها والزائف، أغنية الباقين وأزيز طائرات العابرين.

فيما بعد، وبعد مرور سنين عديدة، نسيَ الشاعر كلماته ونسي الملحن لحنه، لكن جهاز التسجيل لم ينس شيئًا: بقيت الأغنية في أدراج زياد الرحباني نحو العشر سنوات.

استعادها بعد أن نقاها من شوائب اللحظة، وأعاد توزيعها لتغنيها فيروز لأول مرة في بداية سنوات التسعين، وتقول كلمات الأغنية:
"يا رايح صوب مشرِّقْ.. مشرّقْ ما بو ربيعي
راحوا يرعوا غنمهن.. والعِشِبْ فوق ضْلوعي".
الجريدة الرسمية