رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكري وفاة «مصطفى محمود».. 3 أزمات في حياة صاحب «العلم والإيمان».. عبد الناصر أمر بمحاكمته بسبب كتاب «الله والإنسان».. «السادات» يعيد نشره.. و«الشفاعة

الدكتور مصطفى محمود
الدكتور مصطفى محمود

من الشك إلي الإيمان، طريقٌ طويلٌ مر به الدكتور «مصطفي محمود»، ولم يخجل الطبيب والفيلسوف العلامة، أن يُعلن أنه كان يشك في وجود الله سبحانه وتعالي، وأنه كان صاحب تفكير مادي علمي بحت لا يعتقد في الغيبيات.


وقطع «محمود» شوطاً طويلاً من الشك، جعله أكثر إيماناً، فكما قال الإمام الغزالي، «الشك هو أول طريق الحقيقة»، فمع وصوله للحقيقة، أصبح صاحب إيمان قوي جعله يسبح بقدرة الخالق العظيم، في واحد من أشهر البرامج التليفزيونية، وهو برنامج «العلم والإيمان».

وفي مثل هذا اليوم من عام 2009 رحل «مصطفي محمود » إلي دار الحق.

أزمة «الله والإنسان»
تعرض مصطفي محمود للعديد من الأزمات طوال حياته، وكان أول هذه الأزمات، مثوله أمام المحكمة، بأمر مباشر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بسبب كتابه «الله والإنسان» بعد أن أثار الجدل، واعتبرها الأزهر آنذاك، قضية كفر، ولكن المحكمة اكتفت بمصادرة الكتاب فقط.

ومن المفارقات، أن هذا الكتاب لاقي إعجاب الرئيس السادات، فقرر أن يخرجه للنور بعد وفاة عبد الناصر، فأعاد طبع الكتاب مرة أخري.

أزمة «الشفاعة»
ومثل «كتاب الشفاعة» الأزمة الأكبر في حياة مصطفي محمود، عندما قال في كتابه، ما معناه أن شفاعة «النبي محمد» عليه الصلاة والسلام تعني تغييراً لحكم الله في المذنبين، وهوجم محمود كثيراً بسبب ذلك، وصدر 14 كتاباً للرد عليه، واعتبره الكثيرون مارقاً وخارجاً عن الإسلام.

ولم ينصفه في هذه الأزمة سوي الدكتور «نصر فريد واصل»، الذي كتب مقالاً مدافعاً عنه: «الدكتور مصطفى محمود رجل علم وفضل ومشهود له بالفصاحة والفهم وسعة الاطلاع والغيرة على الإسلام فما أكثر المواقف التي أشهر قلمه فيها للدفاع عن الإسلام والمسلمين والذود عن حياض الدين وكم عمل على تنقية الشريعة الإسلاميّة من الشوائب التي علقت بها وشهدت له المحافل التي صال فيها وجال دفاعا عن الدين، ومصطفى محمود لم ينكر الشفاعة أصلا ! رأيه يتلخص في أن الشفاعة مقيدة أو غيبية إلى أقصى حد وأن الاعتماد على الشفاعة لن يؤدى إلا إلى التكاسل عن نصرة الدين والتحلى بالعزيمة والإرادة في الفوز بدخول الجنة والاتكال على الشفاعة وهو ما يجب الحذر منه».

أزمة المرض
بعد أزمة كتاب الشفاعة، مرض مصطفي محمود وأصيب بعدة جلطات متكررة جعلته يعتزل الحياة الاجتماعية تماماً في عام 2003 بعد أن أجري العديد من العمليات الجراحية، في مصر وأوروبا، إلي أن صعدت روحه، في مثل هذا اليوم.
الجريدة الرسمية