5 مؤشرات على قرب اندلاع حرب إقليمية كبرى
انتهى منذ قليل اجتماع فيينا حول سوريا، في محاولة أخيرة لإنقاذ الدولة من مستنقع الفوضى وبحر الدم، التصريحات التي جاءت على لسان المسئولين المشاركين في الحوار، لا تنذر بالخير في ظل تعنت الأطراف وجلوس الأعداء على طاولة واحدة.
بقاء الأسد
فمن جهة تصر كل من قطر وتركيا والسعودية وأمريكا، على الرحيل الفوري للرئيس السوري بشار الأسد، في الجهة المضادة فإن روسيا وإيران والدول الغربية المشاركة التي تجرعت مرارة قدوم اللاجئين، بالإضافة إلى مصر ولبنان، يرون ضرورة وجود خارطة طريق تبدأ بحكومة انتقالية والعمل على تسليم هادئ للسلطة معتبرين ذلك فرصة لنجاة الدولة من براثن الإرهاب.
مخرج سياسي
وبعيدا عن المرحب والمعارض لبقاء الأسد، خرج الرئيس الأمريكى باراك أوباما ليعلن موافقته على إرسال 50 عنصرا من القوات الخاصة إلى سوريا في مهمة استشارية، وكشف البنتاجون عن نيته توسيع العمليات العسكرية في العراق، وسط غض طرف عن مباحثات رأس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري، للبحث عن مخرج سياسي تراه واشنطن بعيد المنال في ظل عناد الأطراف.. في مؤشر واضح على عزم الإدارة الأمريكية استبدال خطة "داعش" لتقسيم المنطقة، بالخطة بـ"B" واشعال الحرب الإقليمية.
5 نقاط
وخلال التقرير التالى ترصد "فيتو" 5 مؤشرات على قرب اندلاع حرب كبرى مسرحها الأراضى السورية، لتغيير خريطة المنطقة بالقوة العسكرية.
أولا: غض الإدارة الأمريكية الطرف عن تمدد "داعش" خلال الفترة الماضية، وتشكيلها تحالفا دوليا مزعوما يتبنى عمليات وهمية لفتح الأرض أمام التنظيم الإرهابي، وجعله وسيلة لحلب أموال دول المنطقة النفطية.
ثانيا: تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خط المواجهة بكامل عتاده يكشف مدي مخاوف روسيا من خراب إقليمى قادم في الطريق، هدف إلى محاربة صانعيه خارج أراضيها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل الاقتراب من حافة انهيار حذر منها "بوتين" بشكل علنى في لحظة مكاشفة نادرة لرجل صامت يعمل بهدوء.
ثالثا: رغبة الرئيس التركى الملحة في التمدد داخل الأراضى السورية، ومنادته بمنطقة عازلة يفرض هيمنة عليها لتطويق الأكراد، تمهيدا لمشروعه الداخلى والإقليمي، وحرصه على نشر الفوضى في سوريا لاقتناص المنطقة العازلة بمباركة المجتمع الدولى وذريعة مكافحة الإرهاب.
رابعا: شهر العسل الذي تعيشه أمريكا وإيران على صعيد العلاقات الدبلوماسية عقب مباركة الاتفاق النووي، ورغبة واشنطن في الإطاحة بدول الثقل في المنطقة وخاصة السعودية، ورسم خريطة تخالفات إقليمية جديدة، تؤمن مصالحها النفطية والعسكرية وتصون دولة الاحتلال الإسرائيلى.
خامسا: دخول أفرع التنظيم الدولى للإخوان، على خط التحريض الدائم وإفساد العملية السياسية وتحريك الأمور تجاه معركة دموية، ودفع السعودية لفك تحالفها التاريخى مع مصر بحملة وقيعة ممنهجة، ودفعها أيضا لخوض حرب كبرى مع إيران تحت شعارات طائفية، في وقت يعقد مموله الرئيسي –قطر- اتفاقيات أمنية مع طهران وأنقرة لضمان أمنها وسط المعركة.
توقعات بالفشل
السطور السابقة تؤكد فشل المفاوضات الرامية لحل دبلوماسي في سوريا، وتقرع طبول حرب إقليمية كبرى تحرق الأخضر واليابس، وتؤمن على حديث رئيس المخابرات الفرنسية حول استحالة عودة العراق وسوريا إلى سابق حدودها.