رئيس التحرير
عصام كامل

«الإنكلوزيف» وراء انهيار اقتصاديات القطاع السياحي.. انخفاض فاتورة إنفاق السائح لـ50%.. «غريب»: تسبب في دمار المنتج المصري.. فهيم: يهدد المنشآت السياحية بالغلق.. و«الجارحي»

محمد غريب- رئيس الاتحاد
محمد غريب- رئيس الاتحاد العربى للمرشدين السياحيين

طوال السنوات التي سبقت ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، ظل القطاع السياحى على رأس المصادر التي تغذي الاقتصادى المصري، لدرجة دفعت عددًا كبيرًا من الخبراء لوصفه بـ"الرئة" الأولى التي تمنح البلاد فرصًا أفضل للبقاء على قيد الحياة.


جاءت الثورة.. رحل نظام مبارك، وحدثت "الفوضى" التي تحدث عنها الرئيس الأسبق، والسياحة كانت في مقدمة القطاعات التي أضيرت بسبب الانفلات الأمني، ضرر لم يتعاف منه القطاع حتى وقتنا الحالى، ورغم محاولات إنعاشه المستمرة فإن غالبية تلك المحاولات كان الفشل نتيجتها الوحيدة.

المثير في الأمر أنه في الوقت الذي تسعى القيادة السياسية لمنح القطاع السياسي "قبلة حياة"، هناك على الجانب الآخر من يخرج بـ"اختراعات" يطلق عليه مصطلح "حلول واقعية"، سرعان ما يتضح أنها تزيد الأمور سوءًا، وأن إيجابياتها التي سبق تأكيده لا تتعدى كونها "حبرًا على ورق".

"الإنكلوزيف" انهيار للسياحة
نظام "الإنكلوزيف" واحد من حلول "الحبر على ورق"، حيث إن التجربة الأولية له في عدد من الأماكن السياحية داخل القطاع أكدت – بما لا يدع مجالا للشك- أنه واحد من أكثر أنظمة الحجز التي رفعت معدلات انهيار اقتصاديات السياحة في مصر، وأسهم بقدر كبير في انخفاض معدل إنفاق السائح في مصر إلى أقل من المتوسط العالمى بنسبة تقدر بنحو 50% عن الدول المنافسة والمتقاربة مع المقصد السياحى المصرى مثل تركيا وتونس وتايلاند وماليزيا وقبرص وحتى اليونان التي تواجه أزمة اقتصادية طاحنة فإن معدل إنفاق السائح بها ضعف إنفاقه في مصر.

أرباح منظمي الرحلات
و"الإنكلوزيف" عبارة عن نظام سياحى يعنى الإقامة الشاملة بالفنادق والقرى السياحية بالمناطق والمنتجعات الشاطئية ويتم تطبيقه بصورة واسعة في كل من شرم الشيخ والغردقة ويتيح للسائح تناول المأكولات والمشروبات من الساعة السابعة صباحًا وحتى منتصف الليل ضمن برامج الحجز، وبالتالى لا يحتاج السائح إلى الخروج للمناطق السياحة في المحال والمطاعم والكافتيريات، ولا يستفيد الفندق منه في أي دخل إضافي بعيدًا عن المتفق عليه بين إدارة الفندق ومنظم الرحلة الأجنبي، وبالتالى فإن الدخل السياحى يذهب معظمه إلى جيوب منظمى الرحلات.

يحرم السائح
وتعقيبًا على تطبيق النظام في مصر قال الخبير السياحى، أمير فهيم: "الإنكلوزيف" يهدد المنشآت السياحية بالغلق، هذا بجانب أنه يحرم السائح من الاستمتاع بالمعالم السياحية بالمنطقة التي يوجد بها الفندق، حيث يأتى السائح إلى مصر ويغادرها دون أن يرتبط بأماكن معينة، حيث يتيح هذه النظام التي تتبعه جميع الفنادق والقرى السياحية في شرم الشيخ ودهب وطابا ونويبع والغردقة ومرسى علم، والنظام يتبع الثلاث وجبات ( الإفطار – الغداء – العشاء )، وعندما يتوجه إلى حمامات السباحة أو أي مكان في الفنادق فله أن يتناول جميع المشروبات بجميع أنواعها بما في ذلك الكحوليات، وبالتالى لا يحتاج السائح الخروج من الفندق خاصة مع الوضع في الاعتبار أن 90% من الحركة الوافدة إلى مصر حاليًا سياحة رخيصة.

"فهيم" كشف –في سياق حديثه- أن محاولات عدة جرت للحد من نظام الإنكلوزيف حتى تستفيد المحال والمطاعم السياحية من وجود السائح، لكن الأزمات التي يعانيها القطاع جعلت الأمر غير وارد في الوقت الحالى، حيث يرى أصحاب الفنادق أن الإقامة الشاملة وسيلة قوية لجذب السائح في ظل الأحداث غير المواتية للسياحة المصرية.

الجميع خاسرون
في سياق متصل قال محمد غريب، رئيس الاتحاد العربى للمرشدين السياحين: "الإنكلوزيف" لا يتعدى كونه مرادفًا لمصطلح "الخسائر السياحية"، فالجميع خاسرون أصحاب الفنادق والشركات والقطاع بشكل عام، معظم تكلفة الرحلة تذهب إلى منظم الرحلات.

"غريب" في سياق حديثه نفى ما يروجه البعض داخل القطاع السياحى بأن نظام الإنكلوزيف هو السبب الوحيد لجذب السياحة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من والطرق الأخرى التي تجذب السياحة وتحقق مصلحة السياحة المصرية والعاملين بالمنتج السياحى المصرى الذي أصبح في حالة يرثى لها بسبب هذا النظام.

السبب في وقف الحال
من جانبه قال رمضان الجارحى، رئيس رابطة المطاعم بخليج نعمة: نظام الإنكلوزيف دمر السياحة المصرية من نحو خمس سنوات، ويمكن القول أيضا إنه السبب الرئيسي في "وقف حال" جميع المطاعم السياحة والأماكن السياحة لأن السياح لا يحتاجون إلى الخروج من الفنادق مع تطبيق النظام، وبالتالى يهدد بتشريد آلاف العاملين في المطاعم والمحال بالمناطق السياحية.

"الجارحى" طالب وزير السياحة بتطبيق استراتيجية جديدة في جذب السياحة المصرية بدلا من نظام الإنكلوزيف لأنه لم يأت بخير لمصر وللعاملين في المجال السياحى، على حد قوله.
الجريدة الرسمية