رئيس التحرير
عصام كامل

في انتظار «فبراير الأبيض»!


في ظل الأحوال التي يعيشها البلد؛ مفيش حد يقدر يعيش مطمن على كرامته وحياته وأسرته؛ إلا مجموعة من الأفراد يوجدون في ثلاث منظومات: «منظومة الجهات السيادية- منظومة العدالة- منظومة الثروة».


منظومة «الجهات السيادية» تتكون من «الحكومة»، و«أمن الدولة»، و«المخابرات بأنواعها».. وتتكون منظومة «العدالة» من «القضاء والنيابة والشرطة».. أما منظومة «الثروة» فهي التي تكاد أن تشترى المنظومات السابقة.

فأفراد منظومة «الثروة» هم الوحيدون القادرون على الاطئمنان على حياتهم وحياة أبنائهم.. «الناس دى بس هي اللى بتنام وهى مطمنة إن محدش هيقدر يؤذيها، ولا يبوظلها حياتها.. دول هم الفئات الآمنة إلى يوم الدين».

«أما اللي زيينا حيالله عُلما ودكاترة ومدرسين.. فاحنا مرشحين إننا في أي وقت ناخد بالجزمة، لا قيمة لنا في هذا الوطن، اللى أصبح وطنهم هم، وإحنا بقينا لاجئين عندهم، والحل إننا نطفش من البلد دى بسرعة للدول المحترمة».
********
ما سبق كان أحد مشاهد الفنان الراحل خالد صالح، في فيلم «فبراير الأسود»، مستعرضًا -من وجهة نظر المؤلف- لـ«خريطة الأوضاع الاجتماعية في مصر».

اتفق أو اختلف مع ما قاله خالد صالح، إلا أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أن هناك «مبالغة» حاول المؤلف تمريرها على لسان الشخصية.. فمصر ليست وحدها التي تعاني هذا الخلل في أوضاعها الاجتماعية، فكل دول العالم النامي، وكثير من الدول المتقدمة تشاركنا نفس المعاناة وأكثر.

ولا أبالغ حينما أقول إن الأوضاع في مصر أفضل بكثير من دول أخرى، لكننا نقسو في نقد ذواتنا أكثر من الشعوب الأخرى، ونعري بلادنا في الفن والإعلام، أكثر من غيرنا.

صحيح إننا نعاني أوضاعًا سيئة في كل المجالات، إلا أننا في مرحلة بناء جديدة، وكل ما نأمله أن لا تطول هذه الفترة، ولا أن تكون كسابقتها من مراحل البناء في العهود والأنظمة السابقة.. وعلينا أن نستعجل النتائج، وألا نتسرع في الحكم عليها.. فمن يدري أن «فبراير الأسود»، قد يتحول، بإيماننا وسواعدنا، وإرادتنا إلى «فبراير الأبيض»؟

وحتى يأتي ذلك اليوم، لا نملك إلا العمل، والصبر، والمثابرة، وتغيير أنفسنا حتى يغير الله أحوالنا.
الجريدة الرسمية