بالفيديو.. أدباء العرب يبكون بيع مكتباتهم مقابل «الرغيف».. أديب عراقى يتنازل عن كتبه في شارع المتنبى لشدة فقره.. العقاد امتلك 40 ألف كتاب.. وباع مكتبته 3 مرات.. وليم ماكس: الأدب الحظ الأنكد
«طوبى لمن كان سمير حياته الكتاب».. كلمات قالها أحد الكتاب العراقيين باكيًا، وهو يقف في شارع المتنبي-أحد أشهر الشوارع لبيع الكتب بأسعار زهيدة في بغداد- ليبيع مكتبته من شدة فقره، عقب الحصار والحالة السياسية المفروضة على بلاده.
الكنز على الأرصفة
يصدح صوته عاليًا: «بمية كتاب.. بخمسمية مجلد.. بميتين وخمسين كتاب»، يفترش الأرض بكنزه الذي يعتصر قلبه حسرة ومرارة، ولكن ما باليد حيلة إلا دمعتين أبت عيناه أن تداريهما عن الورى.
يقول ذلك الكاتب: «إن العراقي نتيجة الحصار باع أوانيه وملابسه، والعراقي عندما يبيع كتابه فهي عنده أعز من ابنه»، وتذرف دموعه وهو يشرح أهمية هذه الكتب بالنسبة له وما تعنيه أن يقف في شارع المتنبي ليبيع كتب مكتبته الثمينة والغالية على قلبه.
ويختتم قوله: «إن مصر تكتب، وبيروت تطبع، والعراق تقرأ.. فبيت بلا مكتبة صحراء قاحلة يسكنها بدو جهل».
العقاد
لم يكن ذلك الكاتب وحده هو من فرط في مكتبته، في مقابل رغيف الخبز، فقد كان الكاتب الكبير عباس العقاد يمتلك ٤٠ ألف كتاب قرأها كلها، وكانت المكتبة في حياة العقاد تعنى الكثير، لكنه فقد مكتبته ثلاث مرات، المرة الأولى عندما سافر من أسوان إلى القاهرة، وعاد ليجدها قد تآكلت، وفى المرة الثانية باعها لكى يعيش، وفى المرة الثالثة باعها عندما أراد السفر إلى السودان.
آفة الأدب
ظاهرة الفقر تعددت عند الكتاب في الوطن العربى عامة وفى مصر خاصة، وقديمًا كانوا يقولون على من اتجه إلى مهنة الكتابة أخذته آفة الأدب وكأنه جن وهذا يرجع إلى أن مهنة الأدب لا تجلب المال الكثير وكانوا يسمون مهنة الكتابة بالوراقين.
الحظ الأنكد
ووصف الروائى الشهير وليم ماكس ثاكرى الأدب بأنه «ليس تجارة ولا مهنة ولكنه الحظ الأنكد»، وكان يعنى أنه إذا قيل أن فلانا أدركته حرفة الأدب، فإننا نستخلص من ذلك أن هذا الشخص المشار إليه قد وقع في مصيدة الفقر والحرمان.