رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر كبار الجواسيس في واشنطن


مؤتمر كبار الجواسيس في واشنطن: خطة التقسيم done بحمد الله!

كل شيء انكشفن وبان، في واشنطن أول أمس علنا وعلى رءوس الأشهاد من القتلة والمقتولين!

"كل شيء انكشفن وبان".. جملة كوميدية أضحكنا بها الراحل العظيم عبد المنعم مدبولي، في رائعة حسين كمال وشادية وسهير البابلي وأحمد بدير، ولم نعرف بعد سنوات أننا سنصير كرة يتقاذفها الكبار بأقدامهم، ويتبجحون علنا بخطة التقسيم.

كل التفاصيل كشف عنها مؤتمر كبار الجواسيس في العالم، مؤتمر لأجهزة المخابرات انعقد في العاصمة الأمريكية، وبالطبع حضرته المخابرات الغربية، ومنها رئيس المخابرات الفرنسية، وله كلمة كاشفة مخيفة، وكذلك أجهزة المخابرات الصديقة للغربية، ورجال أمن، اسم الدلع للجواسيس، وخبراء في صناعة الجاسوسية وأدواتها، وكان الموضوع قيد التشريح، أقصد الجثة قيد التفعيص والتقطيع هي نحن!

سأضع أمامكم النص الكامل ترجمته بدقة متناهية، وبعدها سنعرف أن مخطط التقسيم بلغ محطته الأخيرة!

قال جون برينان رئيس المخابرات الأمريكية:-
"أصبح الحل العسكري مستحيلا في أجزاء من الشرق الأوسط، فحين أنظر إلى ليبيا وإلى العراق وسوريا واليمن، أجد من الصعب أن أتصور وجود حكومة مركزية في تلك البلدان، يمكنها بسط سيطرتها أو سيادتها على الأراضي التي شكلت ملامحها في أعقاب الحرب العالمية الثانية.. الحل العسكري مستحيل فعلا في تلك البلدان".

ما سبق أعلاه هو إذن الجزء الخاص بتشخيص الحالة للمريض أو القتيل أو الجثة؛ لأنه سينتقل بعد ذلك إلى الحل الذي كان هو أساسا الهدف الأبعد لكل مؤامرات الربيع الأمريكي في الشرق الأوسط، ولا يجوز أن نردد كالأغبياء تعبيرهم التسويقي الخادع "الربيع العربي".

قال إن الحروب لن تحل الصراعات، فما الحل؟!
قال إن الحل هو أن يبقى الوضع على ما هو عليه، وكشف عن خطتهم فيما يلي:-
قال: "إنك بحاجة إلى خفض درجة الحرارة.. أن تحاول وقف تصعيد الصراع، وأن تبني بعض الثقة فيما بين الأطراف الموجودة هناك، الأطراف المهتمة بجدية، بالتوصل إلى تسوية سياسية".

خطة برينان إذن هي التبريد والتجميد، ووضع خريطة تحدد لكل طرف خطوطه، وتقر بشرعيته داخل خطوطه الجديدة.

الحرب أدت أغراضها وقسمت وفتتت الإقليم، سواء في سوريا، أو العراق أو اليمن أو ليبيا، وهو المطلوب أصلا، وبمجهود داخلي طائفي عربي غبي، وبتمويل عربي غبي، وقناة ودولة عميلة ستجرف معها دولة عربية خليجية نحبها هي السعودية!

ذات الخطة سيتم نسخها داخل أراضيها!

ننتقل الآن إلى حانوتي الدفن، رئيس المخابرات الفرنسية برنارد باجوليه، الذي نعى المرحوم بقول قاطع باتر أمام مؤتمر المخابرات:-

"لقد انتهى الشرق الأوسط الذي كنا نعرفه، وأشك أنه يمكن أن يعود، إننا نرى سوريا مقسمة بالفعل على الأرض، وأن النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلاد، هو ثلث سوريا، التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، أما الشمال فيسيطر عليه الأكراد.. الوضع نفسه موجود بالعراق، وأشك حقا في إمكانية العودة إلى ما كان عليه العراق سابقا".

وبعد خطاب الدفن الرسمي هذا، مضى رئيس المخابرات الفرنسية يقول إنه واثق بأن الإقليم سوف يستقر يوما ما!.. سوف تستقر المنطقة مقسمة، بعد إقرار الممالك الصغيرة والدويلات المتناحرة، حدوديا ومذهبيا واقتصاديا، تلك هي الخطة، وأظن أن هذا المؤتمر بكشفه علنا عما تحقق، إنما يطرح للمشاركين في الخراب العربي سلة الثمار التي تم حصادها من الدم العربي والمال العربي والكرامة العربية.

أظن أيضا أن هذا المؤتمر هو إعلان رسمي متبجح بأن كل دولة حققت أهدافها، وخطواتها القادمة هي التبريد فالتجميد، وأن المخطط تم إنجازه بالكامل، وقع في الشرك من وقع، ونجا من نجا، حتى إشعار مخابراتي آخر.. تحياتي إلى ٢٥ يناير!
الجريدة الرسمية