«زيارة الأموات تعني قرب نهايتك».. دراسة أمريكية: رؤية المتوفى تعجل بموت الإنسان.. «فرويز»: مجرد نظرية والإيمان بها كارثة.. «صديق»: العقل الباطن يتواصل مع الموتى..و«ه
أثار ما أعلنه بعض العلماء من كلية "كانيسيوس" بنيويورك، عن أن الأشخاص الذين أوشكت نهايتهم يزورهم أقاربهم الموتى في الأيام الأخيرة من حياتهم، ردود الأفعال على الصعيد النفسي والاجتماعي.
وكان العلماء أعلنوا تلك النتيجة بعد مقابلة 66 مريضا قبل أيام من وفاتهم في المستشفيات، حيث وجدوا أن معظمهم ذكروا أنهم تراودهم رؤى يومية لأصدقائهم وأقاربهم الموتى.
وكتب الباحثون أن تأثير هذه التجربة ما قبل الموت، تكون ذات مغزى عميق، فهى تحدث قبل موتهم بأشهر أو أسابيع وأيام أو حتى ساعات، وتساعدهم على التقليل من خوفهم من الموت، مما يجعل الانتقال من الحياة إلى الموت أسهل بالنسبة لهم.
العقل الباطن
وفي هذا السياق، يقول محمد طه صديق أستاذ الطب النفسي والأعصاب: إن هناك احتمالية لرؤية الأموات لأقاربهم الأحياء قبل موتهم، في إشارة إلى أن الأحلام تأتي من خلال مستويات وعى الإنسان.. مضيفا: «إن مستويات الوعى تتفتح خلال النوم وتتواصل مع كائنات أخرى وشخصيات غير معروفة».. في إشارة إلى أنه من المحتمل لتلك المستويات أن تتصل مع الله والكون والطبيعة، بحسب قوله.
وأضاف «صديق» أن هناك عدة مستويات للوعى، منها مستوى العقل الباطن الشخصي الذي يختص بالذكريات الشخصية عن الإنسان نفسه، والذي من خلاله يتواصل مع شخصيات أخرى لم يكن يعرفها، في إشارة إلى أن هذا المستوى المختص بالأحلام التي تتحقق وأن بعض مستويات وعي الإنسان تتواصل مع الموتى.
وأوضح أستاذ الطب النفسي أن كل إنسان يعيش في عالمين متوازيين، «خارجى وداخلي»، العالم الخارجى هو العالم الذي يعي فيه الإنسان ما يحدث حوله من مجريات الأمور، والعالم الداخلي يعكس ما يعايشه الإنسان بعالمه الخارجي سواء كانوا أناسا يتعايش معهم، أو مواقف مؤثرة في حياته.
شعب هستيري
وفي سياق ذات صلة قال جمال فرويز استشاري الطب النفسي: إن تلك الأبحاث ما هي إلا نظريات وتوقعات وليست حقائق ليتخذ بها، قائلًا: «الموت آية لا يعلمها إلا الله عز وجل ولا أحد يعلم متى يأتي الموت».. في إشارة إلى أن الجن لم يعرف عن موت سيدنا سليمان وظل عاكفًا في عمله لولا تآكل عصاه التي أدت إلى سقوطه، الأمر الذي يؤكد أنه لا أحد يعلم بالموت.
وأضاف «فرويز» أن تلك النظريات ما هي إلا نوع من الروابط النفسية ليس لها أي وجود، لافتا إلى أن هناك أشخاصا يرون الأموات في منامهم ولا يحدث لهم شيء.
وأوضح أن تلك النظرية إذا سلمت بها المجتمعات، ستثير نوعا من البلبلة والاكتئاب خاصة في الشعب المصري الذي هو هستيري بطبعه وخاصة بما يتعلق بالموت، قائلا: «الأحلام لا تعبر إلا عن واقع الإنسان وليس المستقبل، والحديث في شيء مقدس كالموت حرام».
ظاهرة فردية
وعلى الصعيد الاجتماعي قالت إنشاد محمود عز الدين أستاذ علم الاجتماع العائلي بجامعة المنوفية: إن تلك الظاهرة فردية وليست اجتماعية، حيث إنها لم تؤثر على المجتمع حتى إذا وصل عدد الحالات إلى 600 وليس 66.. مشيرةً إلى أن تأثيرها نسبي بحت.
وأضافت أستاذ علم الاجتماع، أن الكثير من الأشخاص يحلمون بالأموات نتيجة الاضطرابات، والضغط النفسي، وربما الشوق إلى الأموات، فحينئذ يقوم العقل اللاواعي بدوره، وأحيانًا ما يتحقق ما يتمناه الأشخاص داخل أحلامهم، مشيرةً إلى أن إذا تم الإيمان بتلك الظاهرة فإنها تؤدي إلى حدوث حالة من الاكتئاب والخوف وربما يصل الأمر إلى الهلاوس السمعية والبصرية، فضلًا عن كوننا في مجتمع شرقي يسلم بالعادات والتقاليد وتصبح رسائخ لم يسهل تغييرها.
أمر غيبي
وعلى الجانب الديني، قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق: إن الموت من الأمور الغيبية لا يعلمها إلا الله.. مستشهدًا بقول الله تعالى «وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت».. مضيفًا أن الرؤى أحيانًا تتحقق ولكنها ليست شرطا أو علامة للموت، في إشارة إلى أن هناك العديد من الأحلام يظهر فيها الموتى لأقاربهم دون أن يلحقهم الأذى أو الموت.