رئيس التحرير
عصام كامل

«حسن واتارا».. حفيد الإمبراطور رئيسا لساحل العاج

حسن واتارا
حسن واتارا

أعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات في ساحل العاج، صباح اليوم الأربعاء، فوز الحسن واتارا بأغلبية في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد، بعد حصوله على 83.66% من الأصوات.


يقول أنصار واتارا، إنه يشكّل نقطة التقاطع المثلى بين عالمي الاقتصاد والسياسة، وأنّ تكوينه الأكاديمي وخبراته الدولية فتحا أمامه أبواب القصر الرئاسي في ياموسوكرو عاصمة كوت ديفوار على مصراعيها.

ولد واتارا في 1942 بمدنية "ديمبوكرو" وسط كوت ديفوار، وعند بلوغه الـ20 من عمره، حصل على شهادة الباكالوريا من واجادوجو عاصمة "فولتا العليا" "بوركينا فاسو حاليا"، وعام 1967، حصل على الماجستير في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا، ليلتحق بعد عام من ذلك، بصندوق النقد الدولي في واشنطن.

في 1972، حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، وتولى بعد ذلك، منصب ممثل كوت ديفوار في البنك المركزي لدول غرب أفريقيا في باريس من 1973 حتى 1975، ثم اختير مستشارًا خاصًا لمحافظ البنك ومديرًا للبحوث من فبراير 1975 إلى نوفمبر 1982، ثم نائبًا لمحافظ البنك من يناير1983 إلى أكتوبر عام 1984.

ومن 1984 وإلى أكتوبر 1988، تولى منصب مدير لقسم أفريقيا في صندوق النقد الدولي، وفي مايو 1987، أضيف إليه منصب مستشار العضو المنتدب في صندوق النقد الدولي، قبل أن يعين محافظًا للبنك المركزي لدول غرب أفريقيا.

كفاءة واتارا العالية وخبرته الدولية في المجال الاقتصادي رشّحته لأن يكون الشخصية التي استدعاها الرئيس المؤسس لكوت ديفوار، فيليكس هوفوت بوانييه، أواخر حكمه، لتنفيذ إصلاحات اقتصادية لمواجهة الأزمة التي هزت البلاد في ذلك الحين، وعينه، في نوفمبر 1990، رئيسًا لوزرائه، وهي الوظيفة التي بقي فيها واتارا حتى وفاة بوانييه في 1993.

وبوفاة بوانييه، استغل رئيس الجمعية الوطنية "البرلمان"، هنري كانون بيدييه، نصًا دستوريًا يقضي بتولي رئيس البرلمان مقاليد السلطة في حال عجز الرئيس أو موته، لينصّب نفسه رئيسًا للبلاد.

أراد واتارا الترشح لانتخابات الرئاسة في 1995، غير أنه فشل في ذلك؛ حيث استغلّ مناوئوه قانونًا ينصّ على إلزامية أن يكون رئيس البلاد إيفواريًا أبًا عن جد، وهذا ما قالوا إنه لا يتوفر في واتارا "ذي الأصول البوركينية".

في 30 يوليو 1999، وعقب 5 سنوات قضاها في صندوق النقد الدولي، عاد الحسن واتارا إلى كوت ديفوار، ليتم انتخابه رئيسًا لـ"تجمّع الجمهوريين"، الحزب الوسطي الذي تأسس قبل 5 سنوات، قبل أن يعلن رسميًا ترشحه لانتخابات الرئاسة في أكتوبر2000. غير أنّ جذوره "المشكوك فيها"، بحسب المحكمة العليا في كوت ديفوار، أقصته للمرة الثالثة من السباق الرئاسي.

لم يستسلم، وشبهه أنصاره بـ"الصخرة" الثابتة في وجه الرياح والمحن، وقال عنه الرئيس المؤسس لكوت ديفوار، في أحد لقاءاته المتلفزة في 1990، إن الحسن ينحدر من سلالة واتارا العريقة، وهو من أحفاد الإمبراطور سيكو واتارا مؤسس مملكة الكونج التي امتدت من سيكاسو في بوركينا فاسو وصولًا إلى غانا.. إنه من ألمع كوادرنا".

وفي 2010، شارك واتارا في الانتخابات الرئاسية، مدعومًا بحكم قضائي، ليجد نفسه في مواجهة جباجبو في جولة "الإعادة"، وهنا، تغيرت موازين القوى لفائدة واتارا، والذي تقدّم على منافسه ضمن نتائج أولية اعتبرها المجلس الدستوري "باطلة"، معلنًا فوز لوران جباجبو، فاندلعت أحداث عنف دامية تحولت إلى حرب أهلية قضى خلالها أكثر من 3 آلاف شخص، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

مهمة واتارا في إدارة بلد كبّلته خبر مرارة العنف والحروب الأهلية لم تكن يسيرة بالمرة، غير أنه أدرك أنّ المصالحة بين الإيفواريين هي طريقه الأوحد لنيل ثقة شعبه.

المعارضة الراديكالية في كوت ديفوار تصف واتارا بـ"الحاكم المستبد، وبأنه يعتمد سياسة تصفية الخصوم، تمامًا مثلما فعل مع الرئيس السابق جباجبو "حين سلمه إلى المحكمة الجنائية الدولية للتخلص منه" وتنحيته.
الجريدة الرسمية