رئيس التحرير
عصام كامل

الطابور الخامس في التليفزيون!


كيف يمكن لبرنامج بالتليفزيون المصري الرسمي أن يصف شهداء الجيش المصري العظيم في سيناء وفي مواجهة الإرهاب على كل أرض مصر بالقتلى؟.. وإن كانت إذاعة البرنامج تمت سهوا فكيف أذيع البرنامج مرة أخرى؟.. وإن كانت إذاعته ثم إعادته كان بطريق الصدفة.. فكيف تمت مخالفة القانون الذي يمنع الاعتماد على مواد تمس الشأن الداخلي من قنوات وجهات أجنبية؟.. هل هذا أيضا صدفة؟! 

وإن كان كل ذلك تم صدفة وبحسن نية.. فهل يكفي وقف البرنامج مثلما فعل أمس رئيس التليفزيون الأستاذ مجدي لاشين؟.. أم أن تحقيقا شاملا وواسعا ينبغي أن يتم؟

وإن تم - إن تم - التحقيق الشامل الواسع، فإلى متى سيظل المبنى بكامله محلا للعبث من جهات وأطراف وأيدٍ مجهولة؟.. مرة أو أكثر في انقطاع الكهرباء، ومرة في انقطاع البث، ومرة في اختفاء مواد مهمة وتاريخية من الأرشيف، إلى البرامج التي تخالف القانون وتصدم المصريين وتقدم مواد لا تليق بتضحيات جيش كبير وعظيم، إلى مواد تليفزيونية من فترة حكم مرسي تعتبره رئيسا!!.. فهل ننتظر المزيد؟.. أم أن الأمر يستدعي معالجة أمنية وفنية ووظيفية شاملة؟

القائمان على الأمر المتصل بموضوعنا هما الأستاذان المحترمان عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والأستاذ مجدي لاشين رئيس التليفزيون.. وكلاهما دخل اختبار الوطنية في عام الإخوان البئيس، وكلاهما نجح فيه.. وكلاهما سبق 30 يونيو بفترة وقدما استقالتهما وتركا المبنى بما احتوى وبإغراءاته للإخوان، واحترما تاريخهما وعادا إلى بيتهما.. وفترة حكم الإخوان هي أيام الاختبار الحقيقية، وفيه اكتشفت معادن الكثيرين وقدرتهم على التحدي وعلى التصدي لما اعتبروه - واعتبرناه - ضد مصالح الوطن، وفي المبنى المهم كثيرون على هذا النحو..

تبقى إذن غربلة المبنى بكامله وتنقيته من الطابور الخامس الذي تسلل إليه في السنوات السابقة، مختبئا بين عشرات الآلاف من موظفي المبنى.. آن أوان غربلة ماسبيرو كله.. في وظائفه وفي هياكله.. الظاهر منها والباطن.. ما نعرفه وما لا نعرفه.. العلني منها وغير العلني.. آن أوان التطهير الشامل في كل مؤسسات مصر وخصوصا أخطرها وأهمها على الإطلاق.. ماسبيرو العظيم!
الجريدة الرسمية